كلنا ندرك أهمية تحقيق التواصل والتفاهم بين شعوب العالم وما ينتج عنها من تبادل للخبرات والثقافات والمعرفة بين الشعوب بالشكل الذي يساهم في تطور وتقدم المجتمع، وهذه الأهداف يجب أن تسعي لتحقيقها جميع دول العالم علي مستوي كل القطاعات لاسيما القطاع الشبابي، فالشباب هم الفئة التي تحمل علي عاتقها مسئولية تقدم الأمم وازدهارها، وينبغي وجود العديد من المؤسسات التي تسعي لتحقيق هذه الأهداف بمختلف دول العالم. وفي «مصر»، يقوم المجلس القومي للشباب بهذا الدور من خلال تنظيمه للعديد من الأحداث التي من شأنها أن تحقق التواصل والتفاهم بين شباب مصر ومختلف شباب الدول. وفي هذا الصدد، استضاف المجلس وفد الشباب العراقي المكون من 70 شابا وفتاة في إطار أسابيع الإخاء الشبابية التي ينظمها المجلس بين شباب مصر ونظرائهم في الدول الصديقة، وبدأت فعالياته منذ الرابع من نوفمبر الماضي وتستمر حتي 13 نوفمبر 2011. وقام الشباب العراقي بزيارة أهم المعالم السياحية والأثرية في محافظات القاهرةوالإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية وفقا للبرنامج السياحي الذي أعده المجلس لهم، كما قاموا بتنظيم المعرض العلمي والفني الذي اشتمل علي عرض لبعض المشروعات العلمية والفنون التشكيلية وبعض التصميمات الهندسية للطلاب بالجامعة التكنولوجية ببغداد بالإضافة إلي عرض بعض الصور الفوتوغرافية الملتقطة بدولة العراق الشقيقة، وشهد المعرض حضور السفير العراقي بمصر. وأكد الدكتور/ صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب حرص المجلس علي تفعيل برامج التبادل الشبابي بين مصر والدول الصديقة بهدف دعم التواصل والحوار بين شباب مصر وأقرانهم من مختلف دول العالم، مشيرا إلي حرص مصر علي تعزيز العلاقات مع العراق الشقيقة في جميع المجالات ومنها المجال الشبابي من خلال المباحثات التي تتم بين الطرفين بشكل مستمر لدعم هذه العلاقات. وأوضح أن المجلس يحرص علي تنظيم أسابيع الأخاء الشبابية مع جميع الدول العربية لتحقيق التواصل والتفاهم بين شباب هذه الدول وبين الشباب المصري، مشيرا إلي انه يتم حاليا النظر في إمكانية زيادة مدة هذه الأسابيع الشبابية حتي تحقق العائد المرجو منها. وعن الشباب العراقي المشارك في «أسبوع الإخاء» فإنه قد تم اختيارهم وفقا لتميزهم في المجالات الفنية والعلمية. لذلك حاولنا التقرب منهم للتعرف عليهم بصورة أكبر، وللتعرف علي آرائهم حول الأماكن السياحية التي قاموا بزيارتها في مصر، وكذلك انطباعهم حول الشباب المصري. ويقول -نمير نجيب «16 سنة»: «استفدت كثيرا من هذا الحدث، فمن خلاله استطعت التعرف علي ثقافة الشعب المصري بصفة عامة والشباب بصفة خاصة»، موضحاً أنهم قد قابلوا العديد من المسئولين الذين حثوهم علي التواصل مع الشباب المصري بعد عودتهم إلي بلدهم. وعن مساهمته في المعرض العلمي والفني الذي تم تنظيمه، أشار إلي أنه شارك في المعرض العلمي بمجموعة من برامج لغات البرمجة «visual basic»، وأبدي إعجابه بالأماكن السياحية المصرية التي قاموا بزيارتها كالأهرامات والمتحف المصري وخان الخليلي وبانوراما حرب أكتوبر بالقاهرة وقلعة قايتباي ومكتبة الإسكندرية بالإسكندرية.. بالفعل مصر أم الدنيا. وأشارت -لمي حامد محمود 24 سنة- إلي أن أسبوع الإخاء الشبابي العراقي المصري من أفضل الأحدث التي تم تنظيمها هذا العام في القطاع الشبابي حيث أتاح ذلك فرصة التعرف علي الشباب المصري بصورة أكبر، وكذلك التعرف علي الآثار المصرية العريقة من خلال الزيارات السياحية المتنوعة التي قاموا بها، وأوضحت أنها شاركت في المعرض العلمي والفني من خلال مشروعين «نظام التخاطب الإلكتروني الإداري، ونظام الاختبار الإلكتروني»، وقامت بعرضهما في المعرض العلمي وقد لاقي ذلك إعجاب الحاضرين. ومن جانبه أوضح -سلام جمعة 26 سنة-، أن الجميع كان في انتظار المشاركة في أسبوع الإخاء بين شباب مصر والعراق لما له من أهمية كبري حيث المساهمة في التواصل مع الشباب المصري ونقل الخبرات وتبادل الثقافات بين الطرفين، وأثني علي حسن الضيافة والاستقبال من جانب المصريين، متمنياً تكرار هذه اللقاءات في الأعوام القادمة من أجل توحيد الخطاب الشبابي بين الشعوب العربية، وقال إن مشاركته في هذا الحدث جاءت لكونه ممثلاً لبرلمان شباب العراق الذي تأسس في يوم الشباب العالمي في العام الماضي. وبالنسبة لأكثر الأماكن التي أعجب بها في مصر، أوضح أن ما أعجبه هو معاملة الشعب المصري لهم أثناء وجودهم في مصر، وكذلك جميع الأماكن التي تمت زيارتها في محافظات القاهرةوالإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد. ويقول مهدي سعدون مختار -أحد المشاركين، وعضو برلمان الشباب في العراق- «تعد الزيارة مفيدة ومثمرة للغاية لأنها تعكس الصورة الحقيقية للعراق، واستفدت منها في التعرف علي إخواننا المصريين بصورة أكبر، وكونت صداقات عديدة، كما استفدت كثيراً من تجربة برلمان الشباب المصري الذي ينظمه المجلس القومي للشباب»، ونأمل تكوين برلمان للشباب العربي يضم الشباب في جميع الدول العربية ولتكن النواة الأولي لهذا البرلمان من مصر والعراق.