في مفارقة إخوانية مثيرة، فاجأتنا العديد من مرشحات المحظورة للكوتة خلال حوارتنا معهن، برفضن لهذا النظام، مؤكدا أنهن لجئن له لاستغلال أي أداة لصالحهن. وهن يكفرن بالمشاركة السياسية، ومنهن من تري أن مهمة المرأة الجلوس في المنزل وتحرم الاختلاط بالجماهير . وكان لافتًا أن تقول اعتماد زغلول مرشحة الجماعة علي مقعد الكوتة بمحافظة دمياط أنها ضد المشاركة في الانتخابات غير أن قبولها الترشح لكونه واجبًا شرعيا . وكان منطقيا أن تهاجم قيادات نسائية وسياسية كفر نساء المحظورة بالدور السياسي للمرأة ومنهن فريدة النقاش نائب رئيس حزب التجمع ورئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة التي قالت إن موقف الإخوان من المرأة واضح ومعروف فهم يرونها مجرد مواطن من الدرجة الثانية ليس لها الحق في المشاركة السياسية إلا في حدود ما يخدم اغراضهم واهدافهم وليس كمواطنة لها كامل الحقوق والواجبات. واوضحت النقاش أن هذه النظرة المعادية للمرأة ليست فقط لدي الرجال بل تمت تعبئة وشحن السيدات بهذا الموقف المعادي لهن وأشارت إلي أن هذا الفكر المسيطر علي رؤية الجماعة تسبب في جعل العلاقة بين المرأة والرجل تدور في إطار سيطرة من الرجال علي النساء لذلك لا توجد امرأة في الجماعة الا هي داخلة تحت وصاية الرجل. وتساءلت النقاش هل نسينا تصريحات مكارم الديري في الانتخابات الماضية حين قالت إنها ترشحت لأن زوجها متوفي لكنها تؤمن بأن المنزل هوالمكان الطبيعي للمرأة، وأضافت أن ما قالته الديري يلخص بوضوح وجهة نظر الجماعة في المرأة. الكاتبة والروائية فتحية العسال لخصت رؤية الإخوان للمرأة بالقول «هذا تخلف مضيفة» إذا كان المجتمع نصفه سيدات والنصف الآخر رجالا فكيف نعزل نصف المجتمع عن المشاركة في ادارة شئونه. واستدركت المرأة ليست نصف المجتمع فقط بل هي التي تقوم بتربية النصف الآخر». وأعربت عن اندهاشها من موقف الجماعة المعادي للمرأة مع أنهم يستخدمون النساء في الانتخابات. استنكرت العسال نزول المنقبات الانتخابات متساءلة كيف تتعامل المنقبة مع الجمهور وهم لا يرون وجهها، وحول ما يدعيه الإخوان من أن الإسلام يري أن مكان المرأة هو المنزل قالت منذ أيام الرسول عليه الصلاة والسلام والمرأة تشارك في الحياة العامة والأمور السياسية، فلماذا انحرمها من ذلك الآن تحت ستار أن هذا هو الإسلام. د. سلوي عثمان عضو مجلس الشوري واستاذ السياسة العامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وصفت موقف الإخوان بأنه تعبير عن الازدواجية التي تسيطر علي فكر الجماعة، موضحة «هم يرفضون تواجد المرأة في المشاركات العامة لكنهم من ناحية أخري يستخدمونهن في الانتخابات إذا خصصت مقاعد للمرأة بترشيح سيدات، واكتفت عثمان بقولها هناك عدم وضوح وغموض في خطابهم السياسي تجاه المرأة.