أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس ان عقبات كبيرة مازالت قائمة امام التوصل الي السلام في الشرق الاوسط، مع تأكيده عزمه القيام بكل ما يمكنه من اجل التوصل إليه. وفي خطاب ألقاه أمام 6 الآف شخص في جامعة إندونيسيا في ديبوك بالقرب من جاكرتا، قال اوباما الاسرائيليون والفلسطينيون استأنفوا محادثات مباشرة ولكن لا تزال هناك عقبات كبيرة، وأضاف إن السلام والامن لن يأتيا بسهولة، مشيرا الي أن بلاده تقوم بكل ما يمكنها القيام به من اجل التوصل الي نتيجة عادلة وفي مصلحة جميع الاطراف المعنية والتي تتمثل في دوليتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلي جنب بسلام وأمان. وأكد أوباما علي استمرار الولاياتالمتحدةالامريكية في التواصل مع العالم الاسلامي مشيرا إلي ما ذكره في خطابه بجامعة القاهرة العام الماضي عن ضرورة وضع بدايات جديدة مع العالم الاسلامي. وشدد الرئيس الامريكي أن بلاده ليست في حرب مع الاسلام، وتعهد بالعمل للتواصل مع العالم الإسلامي وإزالة انعدام الثقة بسبب حربي الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان. لكن الرئيس الأمريكي تعهد في الوقت نفسه بمواصلة الحرب ضد خلايا القاعدة علي طول الحدود الافغانية - الباكستانية وفي دول مثل اليمن والصومال قائلا إن الجميع يجب ان يهزم القاعدة والتابعين لها الذين لا يتبعون اي دين وبالتأكيد ليس ديانة عظيمة وعالمية مثل الاسلام. وأشاد أوباما بانتقال اندونيسيا من حكم ما سماه "القبضة الحديدية" الي الديمقراطية وبذهنية التسامح السائدة في هذا البلد الذي نشأ فيه باعتبارها نموذجا للإسلام والغرب. وأعرب الرئيس الأمريكي عن تعاطفه مع ضحايا الكوارث الطبيعية الاخيرة في إندونيسيا والتي تمثلت في موجات تسونامي وثورة بركان ميرابي والتي اودت بحياة المئات، وتركت مئات اخري بين مصابين ومفقودين. وقام الرئيس الأمريكي بزيارة مسجد "الاستقلال" في جاكرتا الذي يعتبر أكبر مسجد في إندونيسيا في بادرة حسن نية تجاه المسلمين وزار صحن المسجد المخصص للصلاة وداخل القبة. وارتدي أوباما وزوجته ميشيل زيا إندونيسيا وغطت ميشيل رأسها بغطاء رأس به نقوش ذهبية وحواف سوداء وكان معهما إمام المسجد مصطفي علي يعقوب. وغادر اوباما اندونيسيا قبل ساعتين من الموعد المقرر بسبب الرماد المنبعث من بركان "ميرابي" متوجها الي كوريا الجنوبية لحضور قمة مجموعة العشرين التي تبدأ اليوم. وكان الرئيس الامريكي قد توصل خلال محادثاته مع نظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانج يوديونو الي شراكة شاملة لتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات مثل الأمن والتجارة والتغيرات المناخية.