لم تنقطع دموع الأب محمد عباس وهو يروي ل«روزاليوسف» كيف شاهد نجله عبد الرحمن الطالب بالصف الثالث الإعدادي مشنوقاً داخل حجرة نومه والدماء تسيل منه حتي ملأت غرفته وجثمانه معلقاً في السقف ويتأرجح في الهواء. داخل شقته البسيطة بالمريوطية بالهرم، روي الأب تفاصيل وملابسات الحادث الأليم بقوله: ابني عبد الرحمن كان من المتفوقين في دراسته وحصل علي العديد من شهادات التقدير خلال مراحل تعليمه وكان محباً لزملائه، ثم توقف عن الحديث منخرطاً في البكاء علي نجله الذي لم يكمل الخامسة عشرة من عمره. ثم أكمل: رحل عبد الرحمن وترك شقيقته الوحيدة «سلسبيل» تبحث عنه في كل أركان الشقة فعمرها 3 سنوات وكانت متعلقة بشقيقها الفقيد. وبحسرة يروي الأب المكلوم: للأسف كان نجلي مغرماً بمشاهدة أفلام العنف ومصارعة المحترفين وكان يذهب إلي النوادي في فترات الإجازة ليتدرب علي ألعاب «الكونغ فو»، اشتريت له جهاز كمبيوتر رغم ضيق الحال بعد خروجي إلي المعاش المبكر ليشاهد عبد الرحمن أسطوانات للمصارعة التي كان يعشقها، وكذلك الألعاب ومنها لعبة «ناروتو» وهي لعبة يظهر فيها بطل يحارب جيوش العدو. ويعترف أن نجله كان يحب محاكاة أفلام العنف والمصارعة ويقلد ما يشاهده بالشقة الصغيرة ويحب لعبة «الجيم لايف» وهي تقدم إعلان «اربط نفسك وفك نفسك وهي موجودة بالسوق المصرية». ويواصل الأب الذي يعمل «فني كهرباء» حديثه: كان عبد الرحمن يحب المصارع «مات هاردي» وكان مثله الأعلي بل كان مشهوراً في المدرسة باسم هذا اللاعب وكثيراً ما كان يقلده، وأكد أن «مات هاردي« قام بربط رقبته داخل حلبة المصارعة بحبل وتعلق في الحلبة وهذا ما قلده نجله يوم الحادث ليلقي مصرعه. وفي يوم الحادث كما يقول الأب: رجع عبد الرحمن في الظهيرة من مدرسته، وتناول الغداء وقام بالاستحمام، ثم سأل عن والده وجلس معه 5 دقائق، ودخل حجرة نومه وأغلق بابها من الداخل، واستغرق بها أكثر من 3 ساعات علي غير عادته.. طال الانتظار.. فطرق والده الباب عشرات المرات والابن لا يجيب، فأحضر شاكوشاً وكسر كالون الحجرة، وعندما انفتحت كانت المفاجأة المأساوية الابن معلق من رقبته بحبل والدماء تملأ حجرته وجثته تتأرجح في الهواء. دخل الاب في حالة بكاء هيستيري وهو يروي هذا المشهد المأساوي، ثم طرق عدد من زملاء عبد الرحمن باب الشقة لتعزية الوالد في مصابه الأليم. وفي ذروة حزنه لم ينس الاب المكلوم أن يوجه تحذيراً ونصيحة لكل الآباء عبر «روزاليوسف»، بضرورة الانتباه لحماية أطفالهم من خطر الألعاب الإلكترونية.