قررت السلطات اليونانية أمس تعليق البريد الجوي الي الخارج لمدة 48 ساعة بهدف التحقيق، إثر موجة الرعب التي اجتاحت العالم بعد اكتشاف 14 طرداً مفخخاً ارسلت من اليونان في برلين وايطاليا وعدة سفارات في العاصمة اليونانية اثينا وفي مطارها، فيما تجري التحقيقات مع شابين علي صلة بجماعات يسارية متطرفة في اليونان يعتقد بمسئوليتها عن إرسال الطرود المفخخة، كما يتم البحث عن خمسة من المشتبه بهم. وأعلنت سلطات الطيران اليونانية في بيان لها أمس أنها قررت تعطيل شحن البريد والطرود الي الخارج لمدة 48 ساعة بغرض إجراء فحوص تنفيذاً لتوصيات من الشرطة اليونانية. في ذات الوقت، أفاد التليفزيون اليوناني أنه تم فحص طرد مشبوه مرسل إلي سلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي عثر عليه علي متن طائرة خاصة بشركة شحن في مطار بولونيا في إيطاليا. وأعلنت السلطات الإيطالية أن النيران اندلعت عندما حاول خبراء المتفجرات فتح الطرد المشبوه المضبوط علي متن طائرة الشحن التي أقلعت من اثينا من دون ان تتسبب بسقوط جرحي، مشيرة إلي إن الطائرة كانت في طريقها إلي روما وعقب اكتشاف الطرد المشبوه هبطت الطائرة في بولونيا حيث تم فحصه. وذكرت تقارير صحفية ان مطار بولونيا الذي اغلق بعد هبوط الطائرة التي تنقل الطرد، اعيد فتحه امام حركة النقل الجوي. وفي برلين، أكدت وزارة الداخلية الألمانية أن الطرد المشبوه الذي أعلن مكتب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، العثور عليه خلال عملية تدقيق روتينية لصندوق البريد يحتوي بالفعل علي متفجرات، مضيفة أنه تم تفجير الطرد في مكان معزول، وأشارت إلي أن التحقيقات تدل علي أنه قادم من اليونان. وفي غضون ذلك، اعلنت الشرطة اليونانية أنها دمرت طردين مشبوهين في مطار اثينا كانا يحويان كتبا بينها فراغ يمكن ان يحوي متفجرات، وكان الطردان مرسلين إلي الشرطة الاوروبية" يوروبول" التي تتخذ من هولندا مقرا لها ومحكمة العدل الاوروبية في لوكسمبورج. وذكرت مصادر في الشرطة اليونانية أنه تم اعتقال شابين يشتبه في انهما عضوان في جماعات يسارية متطرفة وفوضوية في اليونان تستهدف زعماء أوروبيين ومنظمات اوروبية، مشيرة إلي إن أحدهما قد يكون عضوا في جماعة" خلايا مؤامرة النار" التي شنت عدة هجمات علي أهداف حكومية خلال الاثني عشر شهرا الماضية وتوجه تهم للمشتبهين بالانتماء لجماعة ارهابية وحيازة متفجرات واسلحة غير شرعية. وقالت الشرطة إن أحد المشتبه بهما كان يضع شعراً مستعاراً، أما الآخر، فاتضح أنه كان يرتدي سترة واقية من الرصاص تحت ملابسه، كما كان بحوزة كل منهما مسدس من طراز "جلوك" عيار تسعة ملليمترات. ويقول المحللون السياسيون اليونانيون ان الهجمات رمزية الي حد بعيد وربما تكون لها دوافع عديدة مثل اظهار معارضة جماعات مسلحة تعمل في المدن للرأسمالية ولخطة تقشف وقعتها اليونان مع الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي للحصول علي معونة مالية انقذتها من الافلاس.