«تحليل الدوائر الانتخابية.. وضع برامج للمرشحين.. تحسين الصورة الذهنية».. هكذا تروج مراكز تخطيط الحملات الانتخابية لنفسها قبل انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية. المراكز التي لا يتجاوز عددها الثلاثة بدأت بالفعل في جذب المرشحين بدعاية من نوع العمل العلمي والمخطط معلنين أسعارًا تتراوح ما بين 10ألاف و 80 ألف جنيه للمرشح الراغب في العمل من خلالها. وفي حين يري القائمون علي هذه المراكز أهمية دورها للارتقاء بمستوي الخطاب السياسي يري خبراء أنها مجرد «ديكور» فقط الغرض منه البحث عن أموال المرشحين. وعن طبيعة عمل هذه المراكز يوضح استشاري بأحد مراكز تخطيط الحملات الانتخابية أن صفة المركز القانونية هي شركة مساهمة مصرية للبحوث والاستشارات السياسية ثم تحولت في عام 2006 إلي أكاديمية للتعليم المدني في التخصصات المختلفة للتدريب علي المشاركة السياسية وإعداد وتأهيل القيادات إلي جانب دورات متخصصة في حقوق الإنسان وأيضا التأهيل الدبلوماسي والقنصلي لاختبارات الخارجية. طريقة عمل المركز العامة في دراسة دائرة المرشح أو الدوائر كما يوضح - تتمثل في الاعتماد علي المتخصصين من حيث الاستعانة بخريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية وخبراء في العلاقات المختلفة التي يرغب في دراستها بكل تفاصيلها بداية من ظروفها العامة وبرامج المرشحين الآخرين فيها إلي قوة المنافسين وفرص النجاح الممكنة أمام كل مرشح منهم .، وبناءً علي الوضع الفعلي للدائرة يتم عمل الدعاية المطلوبة والخطاب الإعلامي الذي يقدمه المرشح وتنظيم المؤتمرات الشعبية التي يعقدها للناخبين. ويضيف: إن المرشح يكنه الحصول علي الخدمات التي يريدها من المركز مجزأة أو القيام بتخطيط الحملة كاملة.. كل حسب رغبته كإعداد دراسة لدائرته فقط أو تدريب فريق عملة. أما ميزانية تخطيط الحملة فيقول انها تتوقف علي إمكانيات المرشح، وأقصي ميزانية رصدها مرشح لحملته بالمركز كانت مليونا ونصف المليون جنيه ويؤكد أنه من الصعب الإلتزام بما يسمي حدا أقصي للإنفاق المالي لتخطيط ودعاية حملة انتخابية لكونها مسألة نسبية تختلف من دائرة إلي أخري وأيضا من مرشح إلي آخر. ويلفت إلي أنه غالبًا ما يفضل بعض العملاء السرية في تخطيط حملاتهم وعدم الإعلان عن استعانتهم بأحد المراكز بحيث يظهر أنه العقل المدبر لحملته. أحد هذه المراكز المتخصصة في تخطيط الحملات الانتخابية يقدم ما يسمي ب «دليل المرشح الفائز» كخدمة للمرشح لإرشاده وفي هذا الصدد أشار مدير أحد المراكز - إلي أن دور المركز استشاري للمرشح لاستخدام أفضل وسائل الاتصال الجماهيري لتوجيه سلوك الناخبين حسب المستوي الثقافي لضمان المشاركة الشعبية الواسعة مع الاستخدام الاقتصادي الأمثل للموارد المتاحة، ويعمل المركز علي الارتقاء بمستوي الخطاب السياسي للحملة الانتخابية وتنقيتها من السلبيات الدخيلة علي سلوك الشارع المصري ويكمن الهدف الأساسي من الحملة في بناء صورة ذهنية إيجابية عن المرشح في عقلية المواطن. ويرصد الدكتور شعبان شمس، عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، الوضع العالمي لمثل هذه المراكز بوجود العديد منها ومن وكالات الدراسات والبحوث السياسية المتخصصة في دراسة السوق السياسية جيدا في أوروبا وأمريكا.. وتعد خطوة التوجه إليها أساسية لأي مرشح لخوض التجارب الانتخابية. أما علي المستوي المحلي فلا يزال السواد الأعظم من المرشحين يخطط حملته بشكل عشوائي غير مدروس، حيث يعتمد تخطيطه علي الاجتهاد غير الدقيق الذي يبدو من خلاله للمرشح أنه استطاع كسب شعبية علي عكس الحقيقة علي سبيل المثال كإقامة بعض المرشحين أثناء الانتخابات شوادر بيع اللحوم أو مع أزمة ارتفاع أسعار الطماطم توزيع «برطمانات» صلصة بأسعار مخفضة، فالمواطن يعي جيدا مثل هذه التصرفات بأنها وقتية مرتبطة بفترة الانتخابات فقط ولن يكسب المرشح الانتخابات ببرطمان «الصلصة» فالمسألة يجب أن تكون أعمق من ذلك بما يمثل احتراما لعقلية المواطن.. بينما يصف نبيل عبدالفتاح، محلل سياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المراكز ب«الديكور» السياسي الذي يلجأ إليه بعض المرشحين أو الأحزاب السياسية لتحسين الصورة الذهنية لها لدي الفئة المستهدفة.. يشير إلي أن هذه المراكز ظهرت في الانتخابات البرلمانية الماضية تأثرا ببعض التجارب الأوروبية في الانتخابات والتي تلجأ إليها الأحزاب والشخصيات البارزة للإدارة وتخطيط الحملة بأسلوب علمي.. ويرجع سبب تواجدها للاستفادة من السوق الانتخابية وحجم التدفق المالي في محاولة لإضفاء قدر من التخطيط علي هذه العملية ولا يزال عددها محدودا للغاية حيث لا يتجاوز 3 مراكز متخصصة في هذا الاتجاه إلي جانب وجود بعض الباحثين في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية الذين يسوقون برامج للتخطيط الانتخابي بشكل فردي لبعض الأحزاب أو الفئات المستقلة.