في خطوة تشبه من حيث أهميتها الاستراتيجية باتفاق الطائف الخاص بالتسوية اللبنانية أطلق العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرة لحل معضلة تشكيل الحكومة العراقية دعا فيها الرئيس جلال طالباني وقادة الكتل السياسية العراقية للقاء في مدينة الرياض بعد انتهاء موسم الحج وتحت مظلة الجامعة العربية. وشدد الملك عبدالله في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية أمس، علي استعداد الرياض التام لمد يد العون والمؤازرة لكل ما سيتوصل اليه ساسة العراق من قرارات لاعادة الأمن والسلام الي بغداد داعيا العراقيين الي توحيد الصف والتسامي علي الجراح واطفاء نار الفتنة البغيضة . ولقيت المبادرة السعودية ردود أفعال متفاوتة ما بين تأييد عربي وترحيب من قبل بعض الكتل العراقية وغموض في موقف كتل أخري يؤشر الي الرفض. فعلي الصعيد العربي ثمن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي المبادرة واصفا إياها بأنها دعوة خير تستهدف توحيد الصف وابعاد الخلافات. ومن بغداد رحبت ميسون الدملوجي الناطقة باسم ائتلاف القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي بالمبادرة السعودية.. وقالت ان «المشكلة العراقية ليست محصورة في العراق والعراقيين فحسب بل ان استقراره أو اضطرابه ينعكس علي أمن واستقرار المنطقة داعية الي أن تتوسع هذه المبادرة بحيث تشمل كلا من تركيا وايران باعتبارهما من دول الجوار وأن تتحول لقاءات الرياض الي مبادرة للمصالحة الوطنية بين الكتل العراقية علي غرار ما بدأته الجامعة العربية في السابق في هذا الاتجاه. وفي معسكر رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اعتبر النائب سامي العسكري المبادرة السعودية ليست ايجابية وقال ان السعودية ليس لها دور يمكن أن تؤديه في العراق لأنها لم تكن حيادية خلال الأعوام الماضية مشيرا الي أن الرياض كانت تتبني دائما موقفا سلبياً وقاسيا حيال المالكي وقائمته. غير أن علي الموسوي مستشار المالكي رفض التعليق علي المبادرة مطالبا بمهلة للاطلاع عليها وتحديد الموقف منها. وفي حين لم تصدر الكتل الكردية أي بيان حول المبادرة السعودية وتحفظت بعض الأصوات الكردية وقال النائب المستقل محمود عثمان إن علي العراقيين أن يحلوا مشاكلهم في بغداد واضاف «نحترم اقتراح العاهل السعودي لكن هناك مفاوضات تجري حاليا بين المكونات السياسية وإذا لم تحل الازمة قبل عيد الأضحي فمن الممكن بحث المبادرة السعودية. وبينما رحب قيادي في المجلس الأعلي الاسلامي بزعامة عمار الحكيم بالمبادرة السعودية قائلا: إنها تأتي في الوقت المناسب جداً. قال فخري كريم، كبير مستشاري الرئيس جلال طالباني إن المبادرة قيد الدراسة حاليا، وان الرئاسة العراقية «ستعلن موقفها منها لاحقا».