بدأت في الولاياتالمتحدة ودول عديدة تحقيقات عاجلة في الطردين المفخخين المرسلين من اليمن واللذين قيل إنهما كانا يستهدفان مؤسستين يهوديتين في شيكاغو. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المحققين مهتمون بالسعودي ابراهيم حسن العسيري خبير المتفجرات في تنظيم القاعدة باليمن الذي صمم وصنع قنبلة من "البنتريت" وسلمها إلي عمر فاروق عبد المطلب الشاب النيجيري الذي فشل في تفجير طائرة ركاب قرب ديترويت في ديسمبر الماضي. وقال مسئول أمريكي، لم تذكر الصحيفة اسمه، ان العسيري بالتأكيد أحد الذين نركز عليهم. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولين لم تحددهم أن هذه القنابل تشكل برهانا جديدا علي أن رجال القاعدة في اليمن يحسنون باستمرار قدراتهم علي ضرب الاراضي الامريكية. وقال المحققون الذين نقلت الصحيفة تصريحاتهم ان المتفجرات التي عثر عليها في دبي كانت مخبأة في طابعة مكتبية. وأضافوا إن المتفجرات شديدة الانفجار وضعت في إحدي عبوات الطباعة لتجنب كشفها بأجهزة المسح. وذكر أحد المحققين أن أسلاك ربط المتفجرات تدل علي أنها من صنع محترفين، وكانت معدة بطريقة تبدو فيها كل قطع الطابعة عادية عند مرورها في آلة المسح. وأشارت الصحيفة إلي ان المتفجرات التي اكتشفت في بريطانيا كانت في عبوة طابعة ايضاً. ومن جهته، رأي دانيال الخبير في مؤسسة بروكينز الفكرية في واشنطن أن الطريقة غير المناسبة التي تفتش فيها طائرات الشحن في العالم كانت لتؤدي إلي خسائر بشرية فيما لو وصل الطردان المفخخان اللذان ضبطا في بريطانيا ودبي إلي وجهتهما المحددة.. وأعرب كوفمان عن أمله في أن يؤدي الانذار العالمي الذي أعقب اكتشاف الطردين المفخخين إلي الاسراع في عملية مراجعة لتقنيات تفتيش طائرات الشحن حول العالم وفرض قواعد أكثر حزما علي كل العالم. وعقب اكتشاف الطردين المفخخين، أعلن عدد من الدول الأوروبية وقف خدمات الشحن الجوي وشددت إجراءاتها علي رحلات الطيران القادمة من اليمن، حيث أوقفت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا خدمات الشحن الجوي من اليمن، بينما طالبت بلجيكا بتعامل يقظ مع الرحلات القادمة من صنعاء. من جهته، أكد المتحدث الرسمي في هيئة الطيران المدني السعودي خالد الخيبري أن المطارات الدولية في السعودية مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة التي تستطيع من خلالها اكتشاف أي مواد متفجرة في الطرود البريدية. وقال الخيبري في تصريحات صحفية: إن الجهات الحكومية والعاملة في المطارات الدولية في السعودية جاهزة وعلي أهبة الاستعداد ولديها خطط وتنسيق فيما بينها حالة وجود أي حالات طوارئ. في غضون ذلك، أكدت الخطوط الجوية القطرية أمس أن الطرد المفخخ الذي ارسل من اليمن وضبط في الإمارات قد نقلته إحدي طائراتها من الدوحة إلي دبي، إلا أنها نفت تحملها أي مسئولية إزاء عدم الكشف عن محتويات الطرد. وقالت الشركة في بيان «إن الدولة التي تمر البضائع عبرها للترانزيت لا تتحمل مسئولية فحص هذه البضائع بالأشعة السينية أو تفتيشها وإنما هي مسئولية البلد الذي انطلقت منه البضائع وذلك وفقا لاتفاقية شيكاغو، مشيرة إلي أن المتفجرات كانت متطورة جدا بحيث لم تتمكن أجهزة الأشعة السينية أو الكلاب المدربة علي الشم من اكتشافها.