في حديث ودي بمكتب الدكتور «هاني هلال» وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تعرضنا ضمن ما تضمنه الحديث الطويل، لأسلوب إدارة عملية الجودة والأداء الجامعي في جامعاتنا المصرية ( الحكومية والخاصة ) كسياسات عامة، مسئول عنها طبقاً للدستور والقانون وزير التعليم أمام البرلمان . صارحني (الدكتور هلال) بأنه قد جاء لهذا المنصب الوزاري، عقب عمله كمستشار لوزير التعليم العالي السابق " الدكتور عمرو عزت سلامة " وبحكم التغيير في الأشخاص (المسئولين) إلا أن السياسات واحدة، والاستراتيجيات تستكمل طبقاً لما تم في المراحل الأولي، وطبقاً لخطة الحكومة (مجلس الوزراء) ككل وبالتالي كانت الخطوات الأولي للوزير (د.هلال) في منصبه، هي استكمال ماتم من استراتيجيات ومتابعة وإضافة ماتتطلبه المرحلة الحالية من العمل الوطني. في مجال التعليم العالي والبحث العلمي من سياسات وكانت من أولويات (د. هلال) هي أوضاع أعضاء هيئات التدريس في الجامعات ومعاونيهم، وإيمانه الكامل بضعف المرتبات، وتدني الدخول، فكانت الأفكار المتلاحقة لزيادة تلك الدخول عن طريق وضع برامج بعينها، توافق عليها الأقسام العلمية في الجامعات وكذلك مجالسها العلمية المتعددة، فكانت برامج الجودة وتطبيقها هي المدخل الصحيح لرفع مستوي دخل عضو هيئة التدريس . ويقوم علي وضع تلك البرامج ومتابعة تنفيذها، لجان مشتركة بين الجامعات ووزارة التعليم العالي، ولقد نجحت تلك البرامج بنسبة كبيرة، حيث تقدمت كليات عديدة بالجامعات المصرية للتسجيل في تلك البرامج، وحققت نسبة عالية أيضاً من شروطها، في فترات محددة ومتلاحقة، حتي تستكمل المنظومة كاملة قبل نهاية عام 2012 . إلا أن مشكلة أخري واجهها "د.هلال" وهي الرعاية الصحية لأساتذة الجامعات، التي تحددها لوائح وقانون لتنظيم الجامعات (عفا عليه الزمن ) وهذه القواعد واللوائح لا تقضي الحاجة الملح أمام احتياجات صحية حالة، أمام ارتفاع رهيب في أسعار الخدمات الطبية التي يتطلبها عضو هيئة تدريس (لا قدر الله ) أصابه مرض. واعترف الدكتور "هلال" بأن هناك "وسنة" استنها حينما كان يشغل منصب مستشار مصر الثقافي في فرنسا، حيث أنشأ بجهود ذاتية صندوقاً خاصاً، يمول من أهل الخير ومنه هو شخصياً، يقدم العون لأي حالة تحتاج لمساعدة، هذا الصندوق أو العون لعذر أصاب أحد أعضاء البعثة التعليمية في باريس . وحينما جاء إلي منصبة كوزير للتعليم العالي، لم يستطع أن يقوم بنفس الدور بذات الأسلوب السابق !! ولكنة لجأ إلي السيد رئيس مجلس الوزراء (د.نظيف ) عارضاً عليه هذه الفكرة، ومن حسن الحظ أن رئيس مجلس الوزراء أيضاً له نفس الباع من الخير في هذا الاتجاه، وهنا تقدم بإنشاء صندوق الرعاية الصحية التابع مباشرة للوزير، الذي كان يستقبل التبرعات والإعانات بصفة رسمية، وتوقف عن ذلك بعد تعدد مصادر الدخل لهذا الصندوق خاصة من الجامعات الخاصة، ولقد استطاع هذا الصندوق علي مدي عامين أو ثلاث أن يشمل بالرعاية والمساعدات ماوصل إلي مبلغ ثمانية ملايين جنيه. هكذا كانت تلك الجلسة الودية التي استغرقت أكثر من ساعتين، حوار إنساني، وعلمي، تبودلت فيه وجهات النظر نحو عدة أمور عامة كان الأهم هو أن المصارحة والمكاشفة في العمل العام قاعدة أساسية لرجل يعمل في السياسات العامة، وتتطلب كثير من المواقف، كثيراً من المكاشفة، ربما يقتدي البعض ويتسابق في عمل الخير !!