في أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية في التاريخ نشر موقع «ويكيليكس» «wikileaks» المختص بتسريب الوثائق العسكرية ما يقرب من 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأمريكي حول حرب العراق، تؤكد أن قوات التحالف الدولي التي احتلت العراق مارست التعذيب علي أسري عراقيين وتغاضت عن إعدامات ارتكبتها القوات العراقية. وجاء في بيان للموقع مساء أمس الأول أن الوثائق توضح عدداً كبيراً من جرائم الحرب التي تبدو واضحة من قبل القوات الأمريكية مثل القتل العشوائي لأشخاص كانوا يحاولون الاستسلام لافتا إلي تصرف الجنود الأمريكيين الذين فجروا أبنية بكاملها لأن قناصا يوجد علي سطحها. وكشف الموقع عن أكثر من 300 حالة تعذيب وأعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الأسري وأحصي أكثر من ألف عملية قتل من جانب القوات العراقية. وأوضح بيان الموقع أن الوثائق تكشف عن وجود 285 ألف ضحية عموما بينهما 109 آلاف قتيل علي الأقل مشيراً إلي أن أكثر من 60 بالمائة من الضحايا هم من المدنيين «66081 شخصاً» ومبينا أن من أصل الرقم هناك 15 ألف قتيل مدني لم يكشف عنهم حتي الآن. وذكر البيان أن الوثائق السرية تغطي الفترة من الأول يناير 2004 إلي ديسمبر 2009 بعد الغزو الأمريكي في مارس 2003 موضحا أن الملفات السرية التي حصل عليها الموقع تكشف أن القوات الأمريكية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلي والجرحي العراقيين رغم إنكارها علنيا لكل ذلك. المثير في الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس أنها كشفت تورط رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في إدارة فرق للقتل والتعذيب بل تصور الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرقا عكسريا تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات وتوضح أن هناك دوراً إيرانيا سريا في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية إضافة إلي جملة بلاغات تشير إلي مؤامرات من تدبير المخابرات الإيرانية باستهداف شخصيات عراقية سنية. وضمن الوثائق السرية يتضح أن تاريخ علاقة القوات الأمريكية بما كان يسمي بقوات «أبناء العراق» ولاحقا «الصحوات» هو أقدم مما كان يظن في المناطق السنية التي نجحت لاحقا في قلب الحرب ضد القاعدة. أيضا اتهمت الوثائق سوريا بأنها مصدر الأحزمة الناسفة وأن مواجهات الانتحاريين تأتي عبر الحدود السورية في الفترة ما بين 2006 وأوائل 2008. وأثار نشر موقع «ويكيليكس» لآلاف الوثائق العسكرية استياء الحكومة الأمريكية، حيث حذر رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية «سي أي ايه» مايكل هايدن من أن ذلك قد يؤدي إلي تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة. وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية من أن نشر «ويكيليكس» للوثائق قد يؤدي إلي تهديد القوات الأمريكية والعراقيين المتعاونين معها. كما حذر الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس راسموسن أمس الأول من تسريبات الموقع قائلاً إن هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن أن تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الأشخاص المعنيين. كما أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أي تسريب معلومات يشكل تهديداً لحياة الأمريكيين رافضة مناقشة تفاصيل المعلومات التي نشرها «ويكيليكس» وقالت لصحافيين: أعتقد بقوة أنه علينا الإدانة بأوضح العبارات كشف أفراد أو منظمات عن أي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الأمريكيين وشركائهم والمدنيين. إلي ذلك صرح ناطق باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية بأن الوثائق التي كشفها موقع «ويكيليكس» لم تشكل أي مفاجأة وقال كامل الأمين المتحدث باسم الوزارة إن التقرير لم يشكل أي مفاجأة لأننا أشرنا إلي أمور كثيرة بينها ما وقع في سجن أبوغريب وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الأمريكية.