وسط صعوبات عديدة تحيط بالحركة النقابية تقلصت كثيرا عضوية النقابات العمالية نتيجة لتزايد دور القطاع الخاص ورفضه إقامة تنظيمات نقابية خوفا من إثارة أزمات مستمرة داخل الشركات. ورغم الأزمة التي يطلق عليها البعض انقراض التنظيم النقابي العمالي، إلا أن قيادات النقابات تنبهت مؤخرا إلي مخاطر تقلص عضويتها خاصة أن الهاربين من الانضمام للتنظيم النقابي الشرعي غالبا ما يلجأون إلي النقابات المستقلة. علمت «روزاليوسف» أن اتحاد العمال اتفق مع منظمة العمل الدولية بالتنسيق مع المدير العام للمنظمة يوسف القريوطي ومؤسسة فريد ريش إيبرت علي تنظيم دورات تدريبية لجميع النقابات العمالية لإنقاذ الحركة النقابية من خطر الانهيار علي أن يشارك في هذه الدورات أعضاء مجالس إدارات النقابات وأعضاء اللجان النقابية لوضع خطط لتنمية عضوية النقابات، خاصة أن إجمالي المشتركين في التنظيم النقابي حوالي 4 ملايين عامل في حين أن إجمالي قوة العمل في مصر حوالي 25 مليون عامل، الأمر الذي يعني وجود فجوة كبيرة بين النقابات والعمال. وطبقا للاتفاق الذي تم مؤخرًا بين الاتحاد والمنظمة الدولية سيتم التوجه إلي الاتحادات العمالية بالمحافظات للمشاركة في خطط الإنقاذ النقابي وذلك ضمن مشروع الحوار الاجتماعي الذي تقوده المنظمة في عديد من الدول. وكشف أحمد عاطف، نائب رئيس اتحاد العمال للتثقيف والتدريب، أنه تم البدء بالفعل في خطط تنمية العضوية بتنظيم أولي الدورات التدريبية لنقابتي العاملين بالسياحة، والعاملين بالصحافة والطباعة في مقر الجامعة العمالية، مشيرًا إلي أن الهدف من هذه الدورات هو وضع مخطط لتشجيع العمال علي الانضمام للنقابات ومعرفة المشاكل التي تواجههم علي أن يتم تشكيل لجان إدارية في الشركات التي لا يوجد بها نقابات عمالية تمهيدا لإجراء الانتخابات بها واختيار لجانها النقابية. وأشار إلي أن الاتحاد وضع ضمن أجندته عدة نقابات واتحادات محلية سيتم التنسيق معها لإقامة دورات تدريبية بها، حيث من المقرر إقامة دورات في نقابة الغزل والنسيج واتحاد محلي الإسكندرية بجانب الاتحادات في المناطق النائية خاصة سيناء لعدم وجود نقابات في معظم الشركات والمؤسسات بها. بينما أرجعت مصادر باتحاد العمال تقلص عضوية النقابات إلي ضعف ثقة العمال في النقابات العمالية لعدم تدخلها الحاسم لحل مشاكلهم بجانب عدم التحرك لإيقاف عمليات تصفية الشركات والتي أدت إلي خروج العمال علي المعاش المبكر لا يقابلها انضمام عمال جدد للتنظيم النقابي. وقالت المصادر: إن ضعف العضوية النقابية ترتب عليه قلة الاشتراكات والموارد المالية للاتحاد بما يعرضه لأزمة شديدة خلال الفترة المقبلة إذا لم يتجه إلي مصادر أخري لتمويل أنشطة الحركة النقابية حتي لا تعجز في مساندة عمالها في الأزمات.