يحاول الكثير من الساسة والشخصيات البارزة بعد الخروج من المنصب والبعد عن بؤرة الاهتمام العودة من جديد الي الاضواء بعد ان خفت نجمهم وتوارت عنهم الكاميرات وأسدل الستار علي حياتهم المهنية..وهو ما دفع وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندليزا رايس إلي كتابة مذكراتها الشخصية في كتاب جديد يحمل عنوان"كوندليزا رايس:مذكرات عائلة استثنائية وعادية وأنا". ولدت رايس عام 1954 في مدينة برمنجهام في ولاية الاباما وكان السود يعانون من العنصرية في تلك الفترة نشأت رايس في مناخ غلفه العنف ففي خلال ستينيات القرن الماضي أصبح سفك الدماء جزءًا من الحياة اليومية .. ودرست رايس العلوم السياسية في جامعة دنفر، عملت بعدها كأستاذة للعلوم السياسية في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا. وعملت كمستشارة للأمن القومي بين عامي 2001-2005 ، ثم تولت منصب وزير الخارجية في عهد ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.. وخلال الكتاب تدين رايس بالجميل والعرفان لوالدها ووالدتها جون وانجلينا رايس اللذين ينتميان للطبقة المتوسطة وأحبا الله والوطن، لحرصهما علي توفير الحياة الكريمة لها بل وعملا علي تشجيعها في كل خطوة من خطوات حياتها للتغلب علي مشاعر العنصرية والتميز علي أساس الجنس وهو ما ساهم في توفير الاجواء المناسبة لنجاحها فهي الابنة الوحيدة لهما .وتعلمت رايس البيانو و الفنون من والدتها انجلينا كما عشقت رايس دراسة التاريخ والموسيقي ، بينما أخذت عن والدها الشغف بالسياسة والرياضة وعمل كل من جون وانجيلينا في مهنة التدريس وربطت بينهم عاطفة الحب.و تري رايس أن الاباء الجيدين هما نعمة من الله كما أوضحت رايس رحلة معاناة والدتها مع مرض السرطان الذي نخر في جسدها حتي أودي بحياتها في نهاية المطاف. وينتهي الكتاب من حيث يظن البعض أنه سيبدأ من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولاياتالمتحدةالامريكية لعام 2000 التي وصل خلالها جورج دبليو بوش إلي عرش البيت الابيض..وعلي عكس المتوقع لم تتناول رايس في كتابها الكثير من القضايا الشائكة مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحرب علي العراق وأفغانستان. ومن المتوقع أن تصدر رايس الجزء الثاني من مذكراتها الخاصة في مطلع العام المقبل.