لغة منغمة النطق.. تكتب وتقرأ وتسمع.. تكتب من اليسار إلي اليمين علي مدرج موسيقي يتكون من خمسة أسطر بينها أربع مسافات.. وسبعة أحرف لمقامات عدة تتباين في علوها وانخفاضها قوتها وعمقها ورقتها وعذوبتها.. لتخرج جملة تطرب لسماعها الآذان.. إنها الموسيقي لغة الروح.... تلك اللغة في حياة حامد " النداهة" التي أخرجته من حياة روتينية واجتذبته إلي عالمها الخاص الساحر.. عن قصته مع الموسيقي يقول «حامد عادل 20 سنة» إن عالم الموسيقي والغناء استهواه منذ الصغر وقد شجعه علي ذلك حب والده للطرب القديم وأغاني أم كلثوم وعبدالوهاب فكان حامد يردد أغانيهم ووالده متقبل للأمر حيث إنه لازال طفلا في الصف الرابع الابتدائي ولكل طفل هواية.. وهواية ابنه ليست بالسيئة وبمرور الأيام فأن طفل الأمس صار اليوم شابا وأصبحت الهواية جزءا من كيانه يناديه بالاستمرار ودراسة الموسيقي وكانت المفاجأة رفض والده تماماً التحاقه بمعهد الموسيقي العربية وأجابه بسؤال " لما تتخرج ها تبقي ايه ؟" وأمام إصرار والده التحق بكلية الحقوق.. يصف حامد عادل دخوله كلية الحقوق بأنه كان أمرا واقعا رغم إرادته ولكن رفضه دخول الامتحان النهائي وتقدمه لاختبار القدرات بمعهد الموسيقي كان اختياره وما كان من عائلته إلا أنهم ارتضوا الأمر الواقع. وأخيرا صار طالبا بالمعهد العالي للموسيقي العربية وبدأ يتعرف إلي عالمه الجديد عن قرب ويتنقل بين الآلات واحدة تلو الأخري من البيانو والكمان والعود ولعشقه للموسيقار عبد الوهاب وقع اختياره علي آلة العود .. فهو علي حد قوله" أحلي آلة في الدنيا". يؤكد حامد أنه قرر الدخول في الحياة العملية لاكتساب المزيد من الخبرة في مجاله فهو إلي جانب دراسته يعمل بالعزف والغناء في بعض الفنادق ويضع الموسيقي التصويرية لبعض الأعمال المسرحية كذلك يحرص علي المشاركة بأعماله في حفلات قصور الثقافة ومهرجان القراءة للجميع الذي حصل فيه علي شهادة تقدير وتمثال من قصر الثقافة.. عن أدائه. وعن عشقه لفن عبد الوهاب يقول: حلمي أكون يوما من الأيام مثله أسير علي دربه واتبع منهجه وسعدت كثيرا عندما شاركت ببعض أغانيه في مهرجان محمد عبد الوهاب الذي تقيمه سنويا قصور الثقافة وعندما أثني علي أستاذي د. أحمد يوسف الأستاذ بالمعهد العالي للموسيقي العربية وهو من عشاق الفنان محمد عبد الوهاب.. ربما كان عشقي للماضي لا يتناسب مع الإيقاع العصري للحياة فيلوم علي الكثيرون ولكنني أثق في فن أناس هم رواد وأعلام لكل عصر هم صنعوا ايقاعه ولم يصنعهم، لعلي في المستقبل البعيد أكون صاحب مدرسة خاصة في الموسيقي يهتدي بها الأجيال.