يثير عمرو دياب زوبعة من الجدل في الوسط الفني حول دخوله ماراثون الدراما الرمضانية إلا أن مناوراته الفنية للتفاوض مع شركات الإنتاج كشفت عن مهارته في تسويق نفسه ومعرفة ردود الفعل تجاه إقدامه علي هذه التجربة وأهم الأصداء التي يمكن أن تنتج عنها. عمرو عقد خلال الأيام الأخيرة جلسات عمل مع تامر عبدالمنعم مؤلف مسلسل «أغلي من حياتي»، وانضم إليهما عدد من المنتجين، ومنهم تامر مرسي، إلا أن هذه الجلسات لم تثمر عن شيء لأن عمرو لم يجد الموضوع الملائم له، ورغم جلوسه أكثر من مرة مع السيناريست تامر حبيب ليعرض عليه أفكارا جديدة للمسلسل، فقد باءت كل المحاولات بالفشل، ولم يقتنع «دياب» أيضا بالفكرة التي عرضها عليه شريف عرفة، فبعد أن قرأ ملخصا لها وجد أنها تدور في إطار الأكشن، فرفض الفكرة من أساسها لأنه من غير المعقول أن يقدم الأكشن في المسلسلات، فمن باب أولي تقديم ذلك في السينما. ونتيجة لهذه المناورات ارتفع أجر عمرو دياب إلي 36 مليون جنيه وهو أعلي رقم يمكن أن يتقاضاه فنان عن عمل درامي، كما أن هذا الأجر يتجاوز بكثير الأجر الذي سيتقاضاه عادل إمام عن مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، لكن عمرو دياب رغم ذلك كله أجل التعاقد إلي مرحلة لاحقة بعدما أشعل النار في أجور الفنانين وضرب «اسفين» بينهم وبين شركات الإنتاج. أما سبب رفض عمرو دياب لجميع الأفكار المطروحة عليه كنواة للمسلسلات الدرامية فهو أنها بعيدة عن روحه الفنية، إذ يري أن العمل الدرامي يجب أن يخدمه كمطرب، وأن يكون ذلك في إطار هذه الدائرة كأن يقدم قصة حياته أو محطات صعوده إلي القمة، وهو غير مستعجل علي خوض هذه الخطوة لأنه قدم مسلسلين للتليفزيون من قبل، الأول «ينابيع النهر» مع مديحة يسري وصلاح السعدني، والمسلسل الثاني «آسف لا يوجد حل» مع صلاح السعدني أيضا وتم عرض العملين في الثمانينيات. محاولات عمرو دياب لاختبار السوق ومعرفة الأجر الذي يمكن أن يحصل عليه هي التي تحرك بحثه الدائم عن عمل درامي وهو لن يقدم علي ذلك مادام يعتلي عرش النجومية، ولن يعود للتمثيل إلا بعد استكمال مشروعه الغنائي، فالهضبة فنان تبرمجه عقليته التجارية ولن يحرق اسهمه الفنية.