فيما تعاني جماعة الإخوان المحظورة من عدم جاذبية أفكارها لدي المقبلين علي التدين بحسب توصيف قسم نشر الدعوة بالجماعة وتراجع أعداد المنتمين لها، فإن قيادات التيار السلفي الأكثر وانتشارا في الشارع، راحت تشن حملة هجومية غير منظمة علي الجماعة مستغلين موسم الانتخابات وانخراط الجماعة في العمل السياسي. اللافت ان مشايخ السلفية لم ينتقدوا فقط أفكار الإخوان وإنما انتقدوا كثيرا من الأفكار والسلوكيات التي تتعلق بطبيعة الدولة المدنية نفسها، ففي احدي حلقاته علي قناة "الناس" أذيعت نهاية الأسبوع الماضي، شن الشيخ محمد حسين يعقوب هجوما حادا علي التظاهر باعتباره وسيلة للتغيير، وذلك من منطلق انه تقليد للغرب، قائلا ان الغرب عندهم ديمقراطية مزعومة وبالتالي فان التظاهر يؤتي ثمارا أما عندنا فلا طائل من وراء هذا السلوك. وتابع يعقوب "لو أن المتظاهرين قضوا الساعات التي يقضونها في الحشد والتظاهر، في طاعة الله والذكر والدعاء، لكان خيرا لهم"، مستندا إلي الآية "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما في أنفسهم"، واخذ يقول ما الذي دفع هؤلاء الفتية للخروج إلي الشارع.. أليس حب الظهور والزعامة، وهي من معوقات التمكين، بل ووصف الإخوان بأنهم طلاب دنيا باسم الدين، قائلا هناك من يدعون أنهم يسعون للتمكين، وهم في الحقيقة يطلبون الدنيا في طلب التمكين. وانتقد الداعية السلفي دعاة التغيير قائلا إن التغيير الحقيقي يكون بالبدء بالنفس، مستندا إلي تفسير ابن الجوزي للاية "يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار" الذي يقول فيه ان النفس هي أول ما يلي الانسان ولذا فعليه محاربته أولا، واستطرد : إنما ننتصر علي أعدائنا فقط عندما نكون صالحين وهم علي غير طاعة. الغريب ان يعقوب راح يتبني ما يسمي ب"المنهج الحركي للسيرة" وهو المنهج الذي تتبناه الجماعة المحظورة في سعيها للتمكين المزعوم، حيث وضع لبنته الأولي سيد قطب وخط مراحله بالتفصيل الداعية السوري منير الغضبان في كتابه المنهج الحركي للسيرة النبوية، اذ اكد يعقوب ان الدعوة يقصد السلفية لم تسقط الجهاد بالنفس والسلاح وانما تؤجل ذلك وفق مقتضيات المرحلة التي تمر بها، غير انه لم يحدد طبيعة المرحلة الحالية للسلف مطالبا باجتماع كبار رجال السلف لتحديد طبيعة المرحلة التي تمر بها الآن، مشيرا إلي ان القول بان المرحلة المكية حيث سرية الدعوة يعد ظلما كبيرا للدعوة. وفق المنهج الحركي، فان الدعوة تمر بسلسلة المراحل التي مرت بها دعوة الرسول حتي اقامة الدولة وبدء الغزوات الخارجية بدءا من سرية الدعوة ومرورا بالفترة المكية ثم الانتقال للمدينة واقامة الدولة. وفي سياق الهجوم السلفي علي الجماعة المحظورة اصدر احد كوادر السلف بالاسماعيلية كتابا يحمل عنوان "قذائف الرحمن ببطلان حق جماعة الإخوان في دخول البرلمان" يوضح فيه التناقضات الفكرية والشرعية التي تقع فيها جماعة الإخوان من خلال خلطها بين العمل السياسي والعمل الدعوي بما يفسد دورها الدعوي في المجتمع، مستندا إلي ادبيات الجماعة ومؤلفات مؤسسيها وقياداتها الحالية.