قررت الحكومة الجزائرية وقف تقييم شركة اوراسكوم تليكوم في الجزائر «جيزي» عن طريق مكتب الدراسات الجزائري للخبير المالي «حاج علي محند سمير» رغم تعاقده مع وزارة المالية 23 أغسطس الماضي من اجل مرافقتها في عملية شراء اسهم الشركة. وذكرت صحيفة «النهار الجديد» في عددها الصادر امس نقلا عن مصادر حكومية جزائرية قولها «القرار الخاص بتوقيف مكتب الخبير المالي» حاج علي محند سمير» عن مواصلة عملية تقييم نشاط «جيزي» منذ دخولها السوق الجزائرية كان بأمر من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي رفض تولي مكتب الدراسات عملية التقييم ليس لقيمة المبلغ الذي اشترطه مكتب الخبير المالي والمقدر 70 مليار سنتيم/أي ما يعادل 7 ملايين يورو، وإنما لاعتبارات أخري قد تكون علي صلة بالرسالة التي وجهها له نجيب ساويرس رئيس اوراسكوم تليكوم القابضة. واشارت الصحيفة الي ان مجلس الوزراء الجزائري كان قد صادق خلال اجتماع عقده قبل اسبوعين علي الصفقة بالتراضي التي أبرمتها مصالح وزارة المالية مع مكتب الخبير المالي من اجل مرافقتها في عملية التقييم والتفاوض بغرض شراء اسهم «جيزي» في اطار حق الشفعة غير ان قرار الرئيس بوتفليقة يبطل بصفة آلية شرعية الصفقة التي أبرمتها وزارة المالية، والتي استغرقت اربعة اشهر كاملة من التفاوض مع هذا المكتب المالي بغرض شراء اسهم «جيزي». واضافت «انه لا يعرف حتي الآن إن كان قرار الرئيس بوتفليقة سيؤدي الي البحث عن مكتب خبير آخر أم ان خيار شراء «جيزي» قد سقط من اجندة الحكومة». علي صعيد متصل.. ذكرت صحيفة «النهار الجديد» ان نجيب ساويرس اعرب في رسالته التي وجهها الي الرئيس بوتفليقة عن رغبته في مواصلة الاستثمار في الجزائر، نافيا ان تكون له ادني نية في بيع «جيزي» لأي شركة اجنبية. وكانت شركة اوراسكوم تليكوم القابضة قد اعلنت الخميس الماضي انها تلقت اخطارا ضريبيا من مصلحة ضرائب الشركات الكبري في الجزائر عن عامي 2008 و2009 والتي قدرت فيه المصلحة الضرائب المستحقة علي شبكتها في الجزائر «جيزي» بقيمة 17 مليار دينار جزائري» ما يعادل 230 مليون دولار. واضافت ان لديها الحق في الرد علي هذا الاخطار خلال 40 يوما قبل استلام الاخطار النهائي وان جيزي تحتج كليا علي اعادة تقدير حساباتها المعتمدة الخاصة». ووافقت اوراسكوم علي اجراء مفاوضات لبيع جيزي للحكومة الجزائرية بعدما حالت السلطات دون بيعها لشركة «إم تي إن» الجنوب افريقية.. وتقول الجزائر إن لديها حق الشفعة في شراء جيزي.. ويجري رئيس اوراسكوم تليكوم نجيب ساويرس مفاوضات لاندماج شركته القاضة «ويذر انفستمنتس» التي تمتلك اكثر من نصف اوراسكوم مع شركة فيمبلكوم الروسية. من جانبه أكد وزير المالية الجزائري كريم جودي مجددا أن بلاده لن تسمح بتحويل أي مبالغ مالية لشركات أجنبية إلي الخارج قبل تسوية مستحقاتها الضريبية. جاء ذلك في تصريح مقتضب أدلي به جودي أمس علي هامش أعمال المجلس الشعبي ردا علي سؤال بشأن ما نقله موقع الإذاعة الجزائرية عن مصادر إعلامية بأنه من المحتمل أن تعلن شركة «فيمبلكوم» الروسية لخدمات الهاتف المحمول ونجيب ساويرس رئيس أوراسكوم تليكوم القابضة عن صفقة لدمج أصولهما في قطاع الاتصالات قبيل زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للجزائر الأربعاء المقبل. فيما شهد سهم أوراسكوم تليكوم القابضة ارتفاعا ملحوظا خلال تعاملات البورصة امس مسجلا ارتفاعا بمقدار 3% وصولا الي مستوي 5.20 جنيه مقابل اغلاق سابق 5 جنيه وذلك بعد التداول علي 15.5 مليون ورقة مالية مسجلا قيمة تعاملات جاوزت ال 80 مليون جنيه. بينما سجل مؤشر البورصة الرئيسي Egx30 ارتفاعا ملحوظا بمقدار 1.5% وصولا الي مستوي 6734 نقطة وذلك بعد التداول علي 2.7 مليون ورقة مالية منفذة من خلال 45 الف عملية مسجلا قيمة تداولات جاوزت 1.5 مليار جنيه.. في حين سجل رأس المال السوقي 453 مليار جنيه.