كتبت بالأمس، عن الصديق د. نبيل صموئيل الذي تنتهي اليوم فترته كمدير عام للهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وذكرت كيف لاحظت (دماثة) خلقه وإيمانه بما يقول ويكتب. وذكرت أن انطباعي الرئيسي عنه.. أنه شخص محترم. ولقد ختمت مقالي بأن سمة الهيئة الإنجيلية أن بها العديد من القيادات التي سمحت أن يخرج منها د. أندريا زكي (المدير العام الجديد للهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية). لم أتعرف علي القس د. اندريا زكي بشكل شخصي سوي من فترة قريبة لا تتجاوز ثلاث سنوات فيما أعتقد. ولا أخفي أنني قد كونت انطباعي الأول عنه من خلال البعض من أصدقائي، وهو الانطباع الذي تغير كلياً بعد تعاملي الشخصي معه. ومن خلال معرفتي التدريجية به.. بدأت أتعرف عن قرب علي أفكاره.. خاصة من خلال كتابه الهام الذي يحمل عنوان (الإسلام السياسي والمواطنة والأقليات)، وعنواناً آخر فرعياً هو (مستقبل المسيحيين العرب في الشرق الأوسط). وتوطدت علاقتي به من خلال الحوارات الشخصية تارة، ومن خلال مقالاته وتصريحاته الصحفية تارة أخري. لقد كتبت عن د. أندريا زكي أنه في تقديري رجل دين ودولة لأنه علي وعي كامل بأهمية مسئوليته المجتمعية، والتي تتم ترجمتها من خلال وعيه بما يدور من حوله وإدراكه لواجبه والتزامه نحو المجتمع المصري. وهو ما لاحظته في العديد من المشكلات والقضايا التي كانت محل جدال وخلاف علي غرار: موقف الكنيسة الإنجيلية من ظهور العذراء أو عن العلاقات بين الطوائف المسيحية، أو في الأزمة الأخيرة التي تسببت فيها تصريحات الأنبا بيشوي. يتمسك د. أندريا زكي بما تعتقده كنيسته الإنجيلية بدون أن يكون ذلك سبباً في مهاجمة المختلفين مع هذا الاعتقاد أو (التسفيه) من موقفهم. وهو ما جعله ينتصر في العديد من الآراء إلي موقف الدولة المدنية المصرية. أعتقد أن أندريا زكي يمثل الآن واحداً من أهم القيادات في الكنيسة الإنجيلية، وهو يمثل تياراً إصلاحياً يميل إلي المحافظة علي مبادئ الكنيسة الإنجيلية بوضوح شديد.. خاصة فيما يتعلق بالاختلاف في القضايا المشتركة مثلما حدث في الموقف من القانون الموحد للأحوال الشخصية. ولقد اكتسب أندريا زكي خبرة واسعة في العمل التنموي والاجتماعي من خلال منصبه كنائب للمدير العام للبرامج في الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.. وهو ما جعله خلال الفترة الماضية يسهم بشكل أساسي في العديد من اللقاءات الفكرية داخل وخارج مصر لمنتدي حوار الحضارات. ولقد لاحظت من خلال آرائه وأفكاره المباشرة أن أندريا زكي يمثل مفهوم رجل الدين العصري الذي يستطيع بوعيه أن يحدد مشكلات المجتمع، ويتفاعل معها من أرضية التنمية التي تتعامل مع جميع المصريين بدون أي تفرقة أو تمييز. يدخل أندريا زكي مرحلة جديدة في حياته العملية.. تمثل استمراراً لما سبق؛ ولكن بتحديات جديدة ومسئوليات أكبر في ظل تفاعلات يومية شديدة التعقيد والحساسية.