أكد بيان المجلس الأعلي للصحافة الصادر أمس عن اللجنة المشكلة من هيئة مكتبه لدراسة التغطيات الصحفية للقضايا الدينية المثارة بشأن التصريحات الأخيرة علي أن وحدة الوطن ستبقي دوما القلعة الصلبة التي تحتضن المسلمين والمسيحيين ولذا فإن أي اختلاف حول تصريح صدر يجب تناوله في إطار الحفاظ علي وحدة الوطن دون الوقوع في خطأ استخدامه بحسم أو سوء نية لاشعال مزيد من النيران مضيفاً الحرية لا تعني المساس بوحدة الوطن. وشدد البيان علي أن عظمة الشعب المصري كانت وستظل في تقديسه واحترامه للكتب السماوية وتعايش طوائفه في محبة والتصدي بثبات وإصرار لكل محاولات الفرقة والفتنة. وطالب الأعلي للصحافة زملاء المهنة بالالتزام بميثاق الشرف الصحفي وما ورد به من ضرورة الالتزام بما يحقق حماية الوطن من المتربصين الذين ينتهزون الفرصة لاطلاق الاتهامات ومحاولات إذكاء الفتنة بين مواطنيه. وأعرب المجلس عن تقديره لدعوة نقيب الصحفيين وعدد من رؤساء التحرير للتصدي لمحاولات اشعال المعارك الكلامية بين بعض الرموز الدينية الإسلامية والمسيحية ودعا المجلس في بيانه الأسرة الصحفية والإعلامية للكف عن التحليلات التي تثير النفوس ووقف تغيير الكلمات والعبارات التي تذكي حملات التراشق بين بعض الرموز الدينية تجنبا لما يحقق أهداف أعداء شعب مصر. ولفت المجلس نظر العاملين بالفضائيات إلي خطورة خطابهم الإعلامي وأثره في ملايين المشاهدين متعلمين وغير متعلمين مطالبا اياهم بالتمسك بما فيه صالح الوطن معربا عن ثقته في وطنيتهم وتغليبهم مصلحة الوطن علي إغراءات الشهرة والبحث عن دور، مشيداً في ذات الوقت بموقف البابا شنودة الذي أكد حرصه علي الوحدة الوطنية ورفضه المساس بالعقائد الدينية من قريب أو بعيد. فليصمت المتطرفون وأعرب المجمع المقدس لكنائس القديس أثناسيوس بأمريكا والشرق الأوسط عن أسفه العميق لما أسماه «تنامي حالة الاحتقان الطائفي في مصرنا الغالية» بسبب الغضب العارم من تصريحات وتصرفات فارقتها الحكمة ويعلم الجميع تأكيدات القرآن الكريم نفسه أن المسيحيين الأقرب مودة للمسلمين وأن التاريخ لم يذكر حالة صدام واحدة بين المسلمين والمسيحيين في زمان الدعوة، بل العكس كانت هناك نماذج مشرفة لاحترام الإسلام حرية المسيحيين في الحفاظ علي إيمانهم المسيحي. وأضاف بيان المجمع المقدس إن المسيحية لا يمثلها ولا ينطق باسمها إلا من تشبه بسلوكيات السيد المسيح والالتزام بتعاليمه التي تحض علي محبة الآخرين. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه د.محمد عبدالعزيز وكيل الأزهر الشريف أن الأنبا بيشوي لم يقدم اعتذاراً للمؤسسة الدينية عما نشر. مقاطعة «الجزيرة» وطالب القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي العام بضرورة مقاطعة المصريين للبرامج الي تبثها قناة «الجزيرة» القطرية بعد أن كشفت عن أغراضها التي تهدف لإشاعة التوتر وعدم الاستقرار داخل مصر، مشيرا إلي أن ما يشاع عن قيام الكنيسة بتنظيم حملة لتحسين صورة الأنبا بيشوي غير صحيح، فالأمر مقصود به تهدئة الأمور وليس تصعيدها. أما ماجد الراهب الباحث بالتراث القبطي فقال: إن اعتذار البابا من شأنه أن يمسح أي إساءة خاصة أنه رأس الكنسية والممثل لها. فيما أشار مدحت بشاي عضو التيار القبطي العلماني إلي أن اعتذار البابا شنودة أمر جيد وإن كان يستلزم استكماله بالاعتذار للأقباط البروتستانت فضلا عن أنه كان يجب أن يوضح العقاب الذي يستحقه الانبا بيشوي عما اقترفه.