عقدت اللجنة الخاصة التي شكلتها هيئة مكتب المجلس الاعلي للصحافة اجتماعا أمس بحثت خلاله تناول وسائل الاعلام للقضايا الدينية التي اثيرت في الآونة الاخيرة واوضحت مناقشات اللجنة التي عقدت اجتماعها بتكليف من هيئة المجلس برئاسة السيد صفوت الشريف عددا من الملاحظات المهمة التي رأي المجلس الأعلي للصحافة التأكيد عليها في تلك المرحلة خشية ان يساء فيها استخدام الحرية التي نحرص عليها الي مايصبح تهديدا للوطن نفسه واكدت اللجنة ان اولي تلك الملاحظات أن وحدة الوطن ستبقي دوما القلعة الصلبة التي تحتضن مسلمين ومسيحيين وبالتالي فإن أي اختلاف حول تصريح صدر يجب أن يتم تناوله في إطار الحفاظ علي وحدة الوطن دون الوقوع في خطأ استخدامه بحسن أو سوء نية لإشعال المزيد من النيران, وأن عظمة الشعب المصري كانت وستظل في تقديسه واحترامه للكتب السماوية, وتعايش طوائفه في محبة تصدت بثبات وإصرار لكل محاولات الفرقة والفتنة. وتأتي ثاني الملاحظات أنه في مثل هذه الظروف يسترجع المجلس الأعلي للصحافة مع زملاء المهنة مانص عليه ميثاق الشرف الصحفي ويهيب بهم الالتزام بما ورد في هذا الميثاق بما يحقق حماية الوطن من المتربصين الذين ينتهزون الفرصة لإطلاق الاتهامات ومحاولة إذكاء نيران الفتنة بين مواطنيه, ويقدر المجلس دعوة السيد نقيب الصحفيين وعدد من رؤساء التحرير للتصدي لمحاولات إشعال المعارك الكلامية بين بعض الرموز الدينية الإسلامية والمسيحية, وفي ضوء ذلك كله يطالب المجلس الأسرة الصحفية والإعلامية بالكف عن التحليلات التي تثير النفوس ووقف تغيير الكلمات والعبارات التي تزكي حملات التراشق بين بعض الرموز الدينية احتراما لشخوصهم تجنبا لما يؤدي إلي تحقيق أهداف أعداء شعب مصر. أما ثالثة ملاحظات اللجنة فإنه يلفت المجلس الأعلي للصحافة نظر العاملين في الفضائيات إلي مسئوليتهم الأخطر في توجههم إلي الملايين التي تجمع بين المتعلم وغير المتعلم مما قد يعكس آثارا بالغة تجب مراعاتها حماية وصونا للوطن, ويثق المجلس في أن وطنية هؤلاء العاملين في الفضائيات أكبر وأقوي من إغراءات البحث عن دور أو شهرة وأن الوطن أكبر منهما وأبقي. وفي رابعة الملاحظات يؤكد المجلس الأعلي للصحافة علي ما جاء في بيان مجمع البحوث الإسلامية, وأن عقلاء مصر بمفكريها ومثقفيها من المسلمين والمسيحيين مطالبون بالتصدي لأي محاولة تسييء إلي الأديان السماوية الثلاثة ورموزها ومقدساتها, وأن يعتبروا العقائد الدينية للمصريين جميعا خطا أحمر واجب الاحترام ولايجوز المساس به من قريب أو بعيد. وأشاد المجلس بموقف البابا شنوده بطريرك الكرازة المرقسية والذي أكد حرصه علي الوحدة الوطنية والتصدي لكل ما قد يثير الفتنة. كانت هيئة المكتب للمجلس الأعلي للصحافة قد اجتمعت برئاسة صفوت الشريف رئيس المجلس واستعرضت ما شهدته الساحة الصحفية والإعلامية من تناولات لبعض القضايا الدينية بما يتعارض ومقومات حرية التعبير ويمس في نفس الوقت أمن واستقرار الوطن, وعلي ضوء ما تم من مناقشات كلف رئيس المجلس هذه اللجنة الخاصة لبحث القضية وإعداد بيان ليتم إصداره باسم المجلس الأعلي للصحافة, وسوف يقوم المجلس بإتخاذ كل الإجراءات التي يكفلها القانون للحفاظ علي الوحدة الوطنية كما ستتم إحالة هذا البيان إلي نقابة الصحفيين لتتخذ مايجب عمله وفقا لما يقضي به قانون الصحافة وميثاق العمل الصحفي وبما يضمن الابتعاد عما يضر بالوحدة الوطنية.