قبل ثلاثة أسابيع وبالضبط منذ 14 سبتمبر بدأت علي صفحات هذه الجريدة الكتابة عن كتاب «مذكرات طبيب عبدالناصر» للدكتور الصاوي حبيب وذلك قبل أن يلقي الأستاذ «محمد حسنين هيكل» بأحدث ألاعبيه الدرامية الفضائية مساء الخميس 16 سبتمبر علي شاشة الجزيرة حول واقعة لا دليل واحداً علي وجودها تخص فنجان قهوة أعده نائب رئيس الجمهورية «أنور السادات» لرئيس الجمهورية جمال عبدالناصر وكان به سم قاتل!! واللافت للنظر أنه أثناء استعراض هيكل لهذه الواقعة رأي المشاهد صورة لغلاف كتاب الدكتور الصاوي حبيب لكن دون الإشارة لما تضمنه الكتاب من معلومات موثقة لكن د.الصاوي حبيب عاد ليكتب مقالا مهما بل بالغ الأهمية في الأهرام الأربعاء 22 سبتمبر بعنوان عبدالناصر بين كاتبه وطبيبه وكان أبرز ما كتبه قوله أثارت الوفاة المفاجئة والمبكرة لجمال عبدالناصر كثيراً من الشكوك حول وفاته وهي جميعاً من غير علم ودون دليل. ونعود للتفاصيل الأكثر دلالة وكما جاءت في كتابه حيث كتب يقول وقيل لي يوما إن الفريق محمد فوزي وزير الدفاع السابق ذكر في إحدي الفضائيات أنه أمسك بي أثناء وفاة الرئيس عبدالناصر طالباً مني أن استمر في محاولات إنقاذه وهذا لم يحدث فأنا لم أره ولم أقابله يوم الوفاة وهو أيضا لم يكن بجوار الرئيس ساعة الوفاة وكنا نحن فقط أطباءه الثلاثة الحاضرين حتي أسرته كانت خارج حجرته ساعة الوفاة وحقيقة الأمر إنني بعد أن خرجت من الحجرة وأعلنت وفاته حضر من حضر! وبلغ الأمر إن إحدي المجلات نشرت حديثا عن الفريق الدكتور رفاعي كامل استشاري القلب ذكرت فيه أنه كان طبيب عبدالناصر وأنه توفي بغييوبة سكر والحقيقة أنه لم يصب بغيبوبة قبل الوفاة ولم يصب بنقص في السكر فأول شيء تناوله الرئيس بعد وصوله من المطار كان كوب عصير برتقال من يد السيدة حرمه كان معتاداً علي تناوله عند شعوره بتعب أو إجهاد وفوق هذا وذاك لم يكن الدكتور رفاعي كامل طبيبه ولم أره يكشف عليه أو يحضر إلي منزله مرة واحدة في فترة عملي«!!». ونشر أكثر من مرة في الصحف والمجلات أن عميد كلية العلاج الطبيعي والذي دين وسجن بتهمة العمالة لإسرائيل قام بعمل تدليك لساقي الرئيس عبدالناصر بمادة سامة سببت وفاته والحقيقة أنه لم يقابل الرئيس عبدالناصر ولم يدخل منزله ولم يدلك ساقيه طوال فترة عملي مع الرئيس بل إنني حتي الآن لا أعرف عنه شيئاً ولم أسمع اسمه أثناء وجود عبدالناصر علي قيد الحياة. ويمضي الدكتور الصاوي حبيب مفنداً كل الروايات والوقائع فيقول: وأيضا نشر أن المياه الطبيعية التي عولج بها الرئيس في تسخالطوبو بروسيا مسممة وإنها سببت وفاته وفي الحقيقة أن نفس الجلسات التي أخذها الرئيس أخذتها أنا أيضا من نفس المياه علي سبيل التجربة وبالتالي فلا مجال للقول إنها مسممة فضلا عن أنني شاهدت حفاوة الروس بالرئيس واهتمامهم الكبير بصحته حتي إن وزير الصحة الروسي وكبير أطباء القلب الروسي البروفسور شازوف أشرف علي الكشف عليه مع أكبر الأساتذة الروس في متخلف التخصصات حتي إنه تقديرا لاهتمامهم به امتنع عبدالناصر عن التدخين في روسيا في يوليو 1968 ولم يعد إليه بعد ذلك. وأترك مؤقتا مذكرات الدكتور الصاوي حبيب لأعود إلي مقاله المهم في صحيفة الأهرام حيث يلفت النظر قوله: وعندما أصبحت هذه الشكوك حول وفاة عبدالناصر معلنة في كل مكان بادرت بمقابلة الأستاذ هيكل لاستشارته في إمكان نشر الملف الصحي لعبدالناصر للرد علي هذه الشكوك فذكر لي أنه لم يحدث من قبل أن أذاع طبيب خاص لرئيس دولة ملفه الصحي وقال لي إننا لا نعرف ما يمكن أن تأتي به الأيام أو أن أصادر التاريخ بذلك واستدرك قائلا إن الوحيد الذي نشر الحالة الصحية لزعيم كان يعالجه كان طبيب ونستون تشرشل الذي نشر مذكراته الشخصية بما في ذلك فترة علاجه لتشرشل وبطبيعة الحال لم أكتب في هذا الموضوع إلي أن أصبح لابد مما ليس منه بد فأنا شاهد عيان والموضوع طبي وأعرف تفاصيله عن قرب فأصبح السكوت خطيئة وقول الحق فريضة وعندما حصلت علي إذن نقيب الأطباء الدكتور حمدي السيد نشرت ما أعرفه عن تفاصيل مرض عبدالناصر في سنواته الأخيرة وعن وقائع اليوم الأخير في حياته. وما خفي كان أعظم في مذكرات طبيب الرئيس عبدالناصر!!