وسط مشهد ضبابي قد يعدم فرص نجاح المفاوضات المباشرة التي لم يمر علي انطلاقها سوي أسابيع معدودة ينتهي اليوم مفعول قرار تل أبيب بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والذي ظل ساريا لمدة عشرة أشهر دون جديد في الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني المتباعدين تماما. واستبعد الرئيس محمود عباس خلال لقائه أمس الأول في نيويورك مع الجالية الفلسطينية استمرار المفاوضات في حال استئناف الاستيطان قائلا: أبلغنا الجميع أننا لن نستمر في المفاوضات إذا لم يمدد تجميد الاستيطان. من جانبه رفض الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أي حلول جزئية لمعضلة الاستيطان مؤكدا أن الحلول الجزئية لا تخلق المناخ المناسب لاستمرار المفاوضات. وطالبت مصر علي لسان وزير الخارجية أحمد أبوالغيط خلال لقائه نظيره الإسباني ميجيل موراتنوس إسرائيل بتمديد تجديد الاستيطان، ونقل الناطق باسم الخارجية السفير حسام زكي عن أبوالغيط قوله إن استمرار التجميد لاتاحة الفرصة لمواصلة المفاوضات المباشرة وعدم تعكير المناخ الايجابي الناتج عن إطلاق المفاوضات في الثاني من سبتمبر الجاري بواشنطن. بدوره اعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي تمديد تجميد الاستيطان «أمر واجب» مشددا علي أن «المفاوضات الجدية والقابلة للحياة لا يمكن أن تتواصل ويستمر في نفس الوقت بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة ما يشكل نيلا من وحدة أراض ستشكل دولة فلسطينالجديدة». وتساءل موسي قائلاً «إذا استمر الإسرائيليون في قضم وحدة الاراضي الفلسطينية وتغيير مضمونها الديموغرافي وطابعها الجغرافي فلماذا نضيع وقتنا؟». وفي مسعي أمريكي محموم لانقاذ المفاوضات اجتمعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مرتين مع الرئيس محمود عباس في مقر اقامته بنيويورك حيث يحضر فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبينما أكد عباس أنه لا جديد بشأن الاستيطان وفي الوقت الذي استولي فيه مستوطنو مستعمرة «رفافا» أمس علي عشرات الدونمات من أراضي بلدة ديراستيا ونصبوا عليها عدداً من البيوت المتنقلة «كرافانات» قال جيفري فيلتمان مساعد كلينتون: اننا نحث إسرائيل علي تمديد التجميد ونوضح أيضا للفلسطينيين أننا لا نعتقد أن من مصلحتهم الانسحاب من المفاوضات. وأعلن عباس خلال زيارته لتمثال الحرية في نيويورك أن «حرية شعبنا الفلسطيني قريبة جدا» وقال لوكالة الانباء الفرنسية إن تمثال الحرية في نيويورك هو رمز لحرية الشعب الامريكي وحرية الشعوب، مضيفا: نأمل أن نبني تمثالا للحرية في دولة فلسطين قريبا، وأضاف إن الشعب الامريكي الذي عاني من الاحتلال يعرف تماما معني المعاناة والحرية ونأمل في دعمهم لحرية الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله وتابع قائلا: كما أهدت فرنسا تمثال الحرية للشعب الامريكي نأمل أن تهدي الولاياتالمتحدة وشعبها للشعب الفلسطيني تمثالا للحرية. من جانبه دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت في مقال بصحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية إلي إنشاء وصاية دولية علي المنطقة التي تضم الاماكن المقدسة في القدس في حال أصبحت القدسالشرقية التي لا تضم أحياء يهودية عاصمة للدولة الفلسطينية، كما دعا إلي حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في اطار المبادرة العربية وخارطة الطريق. وأكد أولمرت في مقالة ضرورة أن تبني الحكومة الاسرائيلية مواقفها في المفاوضات علي ضوء هذه المقترحات. قال مصدر مقرب من أولمرت للصحيفة إن أولمرت عرض هذه المقترحات علي الرئيس عباس أثناء المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية التي استمرت عامين خلال فترة توليه رئاسة الوزراء. وأشار المصدر الي أن فرض وصاية دولية علي المناطق التي تضم أماكن مقدسة هو تصحيح للوضع الراهن بما يعني عدم خضوع تلك المنطقة لسيادة إسرائيل أو الدولة الفلسطينية، كما تعني تخلي إسرائيل عن سيادتها علي حائط البراق والحرم القدسي الشريف مع السماح التام لكل أصحاب الديانات بالدخول إلي هذه المناطق بمن فيهم اليهود. أوضح أن أولمرت اقترح أن تضم لجنة الوصاية الدولية إسرائيل والسلطة الفلسطينيةوالولاياتالمتحدة والسعودية والأردن، مشيرا إلي أن هذه الافكار قد لاقت قبولا لدي الأمريكيين والأوروبيين.
