بينما تسعي الولاياتالمتحدة ممثلة في وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون اعادة احياء جهود السلام في الشرق الاوسط واجراء عدد من اللقاءات مع مسئوليين كبار من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، تناولت عدد من الصحف الأمريكية والبريطانية بالنقد والتحليل حيثيات المفاوضات المتعثرة في ظل تخلي الولاياتالمتحدة عن مطالبتها إسرائيل تجميد النشاط الاستيطاني مدة ثلاثة أشهر، وتساءل بعضها عن الخطة البديلة المحتملة. وتساءلت مجلة تايم الأمريكية عما سمتها "الخطة باء" بعد التخلي الأمريكي عن مطالبة إسرائيل تجميد الاستيطان من أجل استئناف مفاوضات السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟. ونسبت تايم إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله للمستوطنين في عام 2002 إنه يعرف ماهية أمريكا، وإنه يعرف أنه بامكانه جعلها تعديل رأيها، مضيفة أن ذلك ما حدث بشأن تجميد النشاط الاستيطاني، حيث رضخت واشنطن وتراجعت عن مطالبة تل أبيب بتجميد الاستيطان، وسط عناد الأخيرة ورفضها للإغراءات الأمريكية الكبيرة. وكانت الولاياتالمتحدة حثت إسرائيل علي الموافقة علي تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، في مقابل تقديم واشنطن إغراءات كبيرة لتل أبيب، تمثلت في منحها امتيازات دبلوماسية وأسلحة عسكرية متطورة بمليارات الدولارات، علي أمل استئناف المفاوضات المتعثرة. ومن جانبه ألقي الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي بالملامة علي القادة الفلسطينيين بدعوي عدم انضمامهم إلي ما وصفه ب"فريق المتفائلين"، وبدعوي اتهامهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن قراره التخلي عن مطالبة تل أبيب بتجميد الاستيطان شكل أزمة لعملية السلام برمتها. وأما مكتب نتنياهو فعبر عن امتنانه للقرار الأمريكي، وقال نير هيفيز الناطق باسم نتنياهو انهم قالوا منذ البداية إن الاستيطان ليس هو جذر الصراع، وإنما مجرد ذريعة فلسطينية لرفض التفاوض، مضيفا أن الاستيطان هو عرض من أعراض الصراع وليس سببا من أسبابه، سواء تجمد 90 يوما أو 900 يوم، فالأمر سيان. وأضافت تايم أنه بالنسبة للفلسطينيين فإن مسألة تجميد الاستيطان تعد اختبارا لنوايا نتنياهو بشأن مدي استعداده للانسحاب من أراض محتلة. ومن جانبها تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن سبب تخلي الولاياتالمتحدة عن مطالبتها إسرائيل بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية؟، موضحة أن قلة من المحللين كانوا صفقوا للمباحثات الأمريكية الإسرائيلية الشهر الماضي بشأن تجميد الاستيطان 90 يوما، مقابل تقديم واشنطن امتيازات وأسلحة عسكرية بمليارات الدولارات. وأشارت إلي أن المحللين غير المتفائلين تساءلوا حينها بشأن احتمالات موافقة الوزراء الإسرائيليين الداعمين للاستيطان علي تجميده، وبشأن احتمالات قبول الفلسطينيين لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية باستثناء القدس، وبشأن مدي استطاعة الجانبين منع المباحثات من الانهيار خلال مدة ال90 يوما المقترحة؟، وفي أسوأ الأحوال منع اندلاع العنف بينهما من جديد؟. وأما بشأن سبب تخلي واشنطن عن استمرارها في مطالبة تل أبيب بتجميد الاستيطان لثلاثة أشهر، فقالت الصحيفة إن امريكا أدركت أنها تسيرفي طريق وعرة، ومسار فاشل لا يؤدي إلي نتيجة، ومن الحكمة اتباع طريق جديد، بالإضافة إلي الاتهامات المتبادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأوضحت أن الإسرائيليين أرادوها مباحثات مباشرة دون شروط، وأن الفلسطينيين عارضوا بدء أي مباحثات دون قيام تل أبيب بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وأشارت نيويورك تايمز إلي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتشاور مع نظيره المصري حسني مبارك الخميس، ثم مع الجامعة العربية في نهاية الأسبوع الجاري، بشأن الخطوة التالية. جاء ذلك في الوقت الذي العتبرت فيه صحيفة ديلي تلجراف البريطانية في افتتاحيتها إن عملية السلام في الشرق الأوسط علي حافة الهاوية، مضيفة أنه يجب علي الإسرائيليين والفلسطينيين استئناف مفاوضات السلام المباشرة، حتي لو لم يتم تجميد الاستيطان. وأوضحت أن رفض تل أبيب تجميد نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية يهدد بتعريض عملية السلام برمتها للخطر، مشيرة إلي تصريحات عباس التي تمثلت في قوله إن المباحثات تمر بحالة أزمة. كما أشارت الصحيفة إلي احتمال سعي الجامعة العربية إلي دفع الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد، وهو ما من شأنه إشعال المنطقة، داعية الطرفين إلي استئناف المفاوضات المباشرة حتي في ظل استمرار النشاط الاستيطاني.