تعد كازاخستان إحدي الدول الخمس الواقعة في آسيا الوسطي التي كانت تتبع الاتحاد السوفيتي قبل تفككه عام 1991، حيث تبلغ مساحتها 2724927كم وإستقلت عن الاتحاد السوفيتي في 16ديسمبر1991م ويمثل الإسلام فيها الديانة الرسمية، حيث إن 60%من السكان مسلمون، وقد حاولت كازاخستان علي مدار 20 عاما استعادة هويتها الدينية من خلال مدارس عادة ما يكون موقعها مجاورا لأحد المساجد الكبري هناك وتخرج دعاة ينشرون الدين الاسلامي وتعاليمه. وفي أستانا عاصمة كازاخستان يقع"نور_أستانا" أكبر مساجدها ومن معالمها المميزة بما يتمتع به من زخارف إسلامية تزينه من الداخل والخارج، مساحته 4000 متر ويتسع ل 7000 مصل، له أربع مآذن وقبته من الألومنيوم المطلي بالذهب، وبجوار المسجد تقع إحدي المدارس الدينية وفي داخل المدرسة كان لروزاليوسف" فرصة التقاء مبعوثان من الأزهر يطلقان علي أنفسهما "الحسنين"، وهما حسن أحمد مراد"و"حسن حسن أبوغزي"مبعوثا الأزهر لتدريس العلوم الدينية والشرعية واللغة العربية لأبناء وأهالي مدينة أستانا، ويقول حسن مراد:" إن الطالب يتلقي فيها العلوم الشرعية واللغة العربية ويتخرج فيها بعد 3سنوات ليكون نائبا لإمام المسجد الذي تتبعه المدرسة، حيث ان الدراسة بها دينية لإعداد الدعاة أي أن دورها يتشابه إلي حد كبير مع معاهد إعداد الدعاة الموجودة في مصر، والمناهج التي يدرسها الطلبة يضعها المفتي، مشيرا إلي أنه توجد مدرسة في كل إقليم من أقاليم كازاخستان الثمانية وعدد الطلبة يختلف حسب مساحة الاقليم وكثافة السكان فيه، وأعمار الطلبة عادة ما تتراوح بين 16و28 سنة ويشير إلي أن أهل كازاخستان يقبلون علي تلقي العلوم الدينية والشرعية واللغة العربية من منطلق رغبة قوية لديهم في تقوية القواعد الدينية والاسلامية لديهم خاصة أن الوازع الديني لديهم مازال ضعيفا وأنهم دولة مستقلة حديثا عن السوفييت ، لذا يملأ الشباب المساجد خاصة سن تحت الثلاثين ويسألون عن القواعد الفقهية في كل شيء ويمارسون حياتهم الدينية بالتزام كامل حتي إنهم يصومون يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع وعندما يعرفون أنك من الأزهر يرحبون بك بشدة ويقدرونك لأنهم يحبون من يأتي ليعلمهم الدين ويقدرون الأزهر تماما في القيام بذلك الدور أما"حسن أبوغزي" فقال إن الكازاخيين لا توجد لديهم أية صعوبات في تعلم اللغة العربية الفصحي بل يقبلون عليها بشدة للتعرف علي الدين الاسلامي أكثر وقراءة الكتب التي تتحدث عنه باللغة العربية ولا تعلم مدي التقدير والحب الذي يكنونه لنا بسبب ذلك بالإضافة إلي أننا من مصر وننتمي للأزهر الشريف الذي يعد بالنسبة لهم حلما يأملون في الذهاب إليه والدراسة فيه ووجه الحسنان من كازاخستان رسالتين إلي الأزهر الشريف في مصر، الأولي فحواها أن دول وسط آسيا تحتاج إلي اهتمام أكبر من الأزهر الشريف وزيادة أعداد البعثات الدينية والمبعوثين لأنهم بالفعل متعطشون للدين الذي لو بنيناه بالطريقة الصحيحة في تلك البلاد سينتشر فيها بشكل كبير ولابد من تواجد الأزهر بثقله هناك، مشيرين إلي بعض الدول مثل تركيا_نازلة بثقلها_حسب وصفهما، في المدارس الدينية والمساجد والأتراك لهم دور كبير في ذلك المجال وهذا هو دور الأزهر ولفتا إلي أن أعداد المبعوثين في كازاخستان قليلة جدا ولا يكفي 14 مبعوثا لها بواقع مبعوث أو اثنين لكل إقليم من أقاليمها الثمانية، فهي دول مازالت تنشأ دينيا وعانت لفترة طويلة من اضطهاد ديني وقبل استقلالها كان الحبس والقتل جزاء قراءة القرآن والصلاة فيها وهي فرصة للأزهر يجب استغلالها جيدا. أما الرسالة الثانية تعلق بمرتباتهم (800دولار شهريا) التي وصفوها بالهزيلة مقارنة بالأسعار المرتفعة وغلاء المعيشة في كازاخستان، وفجرا مفاجأة بقولهما: إنها لم تتغير منذ 30عاما ولم تعد تناسب الوضع الحالي . وعبر مبعوثا الأزهر عن رغبتهما في أن تجد مطالبهما صدي واستجابة من الأزهر الشريف مشيرين إلي أنهما نقلا مطالبهما تلك إلي السفير"عبدالله العرنوسي "سفير مصر في كازاخستان الذي أبدي تعاونا كبيرا وتعاطفا معهما ووعدهما ببذل الجهود الممكنة من قبل السفارة لحلها وأخبرهما أنه نقل تلك الرغبة بالفعل إلي الأزهر الشريف من خلال خطاب أرسله إليه.