بدأت أمس في العاصمة النمساوية فينيا، أعمال الدورة الرابعة والخمسين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي ستمتد خلال الفترة من 20 إلي 24 سبتمبر الجاري. ومن المقرر أن تعرض سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية اليوم الإنجازات التي حققتها مصر في مجال مكافحة مرض السرطان علي الصعيدين الأهلي والحكومي وذلك في الكلمة الرئيسية التي ستلقيها في افتتاح المؤتمر العلمي الذي تعقده الوكالة تحت مظلة مؤتمرها العام، والذي سيعقد هذا العام تحت عنوان: «التحدي الذي يشكله مرض السرطان في الدول النامية». واختارت الوكالة سوزان مبارك لإلقاء الكلمة الرئيسية للمؤتمر تقديرًا لأنشطتها ومبادراتها العديدة في جميع المجالات، خاصة في مجال مكافحة الأورام. إلي ذلك أكدت مصر في كلمتها أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي ألقاها أمس د. حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة علي اهتمامها بالطاقة النووية وتطبيقاتها، لقناعتها بما يمكن أن تسهم به في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية إذا أحسن استخدامها. وأوضح يونس أن مصر تتوافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وضع علاج الأورام السرطانية علي رأس أولوياتها وعلي الأخص إنتاج النظائر المشعة اللازمة لذلك حيث تتطلع مصر خلال الفترة المقبلة للانتهاء من تدشين منشأة جديدة لإنتاج النظائر المشعة الطبية والصناعية. أضاف يونس أنه «بعد أن أعلن الرئيس مبارك في أكتوبر 2007 القرار الاستراتيجي ببدء برنامج لبناء عدد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء ستتعاون مصر في تنفيذ برامجها النووية لإقامة المحطات النووية مع مختلف شركائها الدوليين»، وأن مصر «بدأت الخطوات التنفيذية لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء اعتمادا علي خبراتها وقدراتها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأشار يونس في كلمته إلي قرار السيد الرئيس مبارك باعتماد موقع الضبعة لإقامة أول محطة نووية، موضحا أنه من المخطط طرح المواصفات لإنشاء المحطة النووية الأولي قبل نهاية هذا العام 2010 ومن المخطط أن يتضمن البرنامج النووي لتوليد الكهرباء في مرحلته الأولي وحتي عام 2025 إقامة أربعة مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء. من جهة أخري توقعت مصادر إعلامية أن يطغي موضوع «الترسانة النووية الإسرائيلية المفترضة» علي مداولات المؤتمر السنوي العام للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وذكرت أنه رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قامت بها الولاياتالمتحدة مدعومة بدول الاتحاد الأوروبي إلا أن الدول العربية ما زالت تطالب بالتصويت علي مشروع قرار يطالب إسرائيل بتوقيع معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي ويعتبر هذا التصويت اختبار قوة بين دول الغرب والدول العربية بالرغم من أنه يحمل طابعًا رمزيا فقط كونه غير إلزامي. وصرح السفير ميخائيل وهبة مندوب جامعة الدول العربية الدائم أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن المجموعة العربية ستقدم للمرة الثانية خلال أعمال المؤتمر مشروع قرار عن القدرات النووية الإسرائيلية. وأعرب وهبة عن قناعته بأن الدول العربية ستنجح في تمرير مشروع القرار، كما نجحت في تمريره في المؤتمر العام للوكالة العام الماضي وذلك بهدف إزالة الخلل الأمني الخطير بمنطقة الشرق الأوسط. وأكد وهبة أن الجهود الغربية التي سبقت المؤتمر وتخللت اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الأخيرة لم تفلح في إثناء الدول العربية عن تقديم مشروع القرار المعنون ب «القدرات النووية الإسرائيلية» خلال أعمال هذا المؤتمر، بل زادت من إصرار الدول العربية علي تقديم المشروع. ومن المقرر أيضا أن يستمر خلال المؤتمر الجدل حول البرنامج النووي الإيراني الذي تؤكد طهران أن أهدافه نووية فيما تشتبه الدول الغربية بأن إيران تسعي إلي الحصول علي سلاح نووي.