فيما كانت الجمعية الوفدية منشغلة بحدة النقاش حول المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة من عدمه والتي انتهت لصالح فريق الموافقة بواقع 56.7% من الأصوات كانت هناك مناظرة ساخنة تحولت إلي مشادة كلامية بعد ذلك تشهدها أروقة حزب الوفد «الليبرالي» حول حقيقة مواقفه من جماعة الإخوان المحظورة وهل هناك تنسيقات تتم فيما بينهم في الخفاء أم أن ما أعلنه الحزب في وقت سابق هو بعينه قناعات رئيسه ومحور تحركاته؟! المناظرة أو بالأحري «المواجهة» التي كانت «روزاليوسف» طرفاً محايداً وراصداً لها دارت بين كل من سامح مكرم عبيد سكرتير مساعد الحزب والكاتب الإخواني محمد عبدالقدوس الذي حضر يوم العمومية للوقوف علي ما تستقر عليه الأوضاع في الحزب «العريق» أو الحزب «الحليف» بحسب توصيفه وتأكيده! وإلي نص المواجهة التي قمنا بتسجيلها كاملة نظراً لخطورتها السياسية ودلالاتها الانتخابية.. البداية كانت مع سامح مكرم الذي بادر عبدالقدوس متسائلاً: هل سيشارك الإخوان في المعركة؟ فرد عبدالقدوس قائلاً: لو قاطع الوفد سنقاطع.. ونتمني ذلك. سامح مكرم: وهل هذا استنتاج أم معلومة؟ عبدالقدوس: معلومة مؤكدة.. الوفد هو الأهم بصرف النظر عن موقف الأحزاب الأخري.. ولابد من حدوث تنسيق بحد أدني بينهم فمثلاً عندما يخوض فؤاد بدراوي المعركة في «نبروه» لن يرشح الإخوان أحداً في مواجهته.. والعكس.. وهذا يعد بديلاً للتنسيق المتقدم الذي يدعو كل طرف لدعم الآخر وانتخابه لأن الحديث عن عدم وجود تنسيق بين الوفد والإخوان غير سليم واسميه كلام جرائد في الهواء. سامح: لا يوجد تنسيق بين الوفد والإخوان.. وهذا قرار صدقت عليه الهيئة العليا للحزب والمكتب التنفيذي أيضا. عبدالقدوس: مواقف فردية بموافقة الحزب. سامح عبيد: هذا ليس صحيحاً. عبدالقدوس: مفيش حاجة اسمها الوفد مش هينسق مع الإخوان لأن المستفيد الوحيد من هذا الوضع هو الحزب الوطني ولا يجب أن تعارض المعارضة بعضها بعضاً ومن الذكاء أن نطبق هذا الأمر. وهنا تدخلنا بالسؤال: هل تقصد يا أستاذ محمد أن هناك تنسيقاً سرياً بين الوفد والإخوان؟ عبدالقدوس: نعم هناك تنسيق «غير معلن» حول الحد الأدني في الدوائر ولا يصل لحد أن كلا منا يؤيد الآخر.. وهذا من بديهيات العمل السياسي. سامح عبيد: قل ما تريد.. الوفد لن يخلي دوائر من أجل الإخوان وأنتم أحرار في إخلاء دوائركم لأننا لا نتفق مع الإخوان ولا الوطني. عبدالقدوس: الأيام ستثبت أن ما أقوله صحيحاً.. ولن يخوض أي وفدي معركة ضد أي إخواني روزاليوسف: هل هذا بوعد من رئيس الوفد د.السيد البدوي. عبدالقدوس: ليس وعداً ولكني أعلم جيداً ما أقول.. وإذا كانت كلمة التنسيق مع الإخوان تحدث «ارتيكاريا» لمستمعيها فلنسميها «تشاور». سامح عبيد: المبادئ مختلفة فنحن مع الدولة المدنية وأفكارنا ليبرالية. عبدالقدوس: الإخوان يريدون دولة مدنية ولا خلاف جوهري لأن رئيس الوفد قال إن الحزب ليس علمانياً. سامح عبيد: هذا رأي شخصي. عبدالقدوس: لا.. بل رأي مؤسسة خاصة أن الوفد يرفض إلغاء المادة الثانية من الدستور.. ويدعو لبقائها.. كيف يكون حزباً علمانياً طالما أنه يرفض إلغاء نص المادة الثانية من الدستور؟ سامح عبيد في حدة لا: وماذا تقول المادة الثانية؟ عبدالقدوس: الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. سامح عبيد: الدستور يقول مبادئ الشريعة الإسلامية.. ثم انسحب بعدها عبيد من اللقاء ورفض التعليق علي الأمر.