لا تحتاج انتخابات مجلس الشعب القادمة إلا شعور جميع الأطراف أغلبية ومعارضة شرعية بالمسئولية الكبيرة تجاه هذا الوطن وحقه في مجلس نيابي قوي يحقق طموحات مواطنيه بما يليق بكل هذه التحولات التي حدثت علي الحياة السياسية في مصر منذ أطلق الرئيس مبارك هذا الحراك السياسي الواسع بكل امتداداته الافقية والرأسية شكلا ومضمونا. وهو الحراك الذي انتج هذه السيولة غير المسبوقة من التدفق السياسي بين الاغلبية وأحزاب المعارضة الشرعية والتيارات السياسية المختلفة.. في الوقت الذي كشف فيه أجندات جماعات الأفكار الظلامية سواء منها من يستخدم الدين استخداما سياسيا أو من يتاجر بمصالح الامن القومي المصري في خدمة اهداف أجندات خارجية. وفي هذا السياق أصبحت كل أوراق اللعب مكشوفة بشكل كامل أمام الصوت الانتخابي بما فيها ادوات التشويش ومغازلة المشاعر الدينية بكل ما تملك من حظوة لدي وسائل اعلام مختلفة وبرامج فضائية ليلية تلعب علي نفس الخط. وفي هذا السياق أيضا فإن الحزب الوطني حزب الاغلبية وهو يستعد إلي خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة يدرك جيدا حجم مسئوليته في الحفاظ علي ما تحقق ويسعي إلي البناء عليه والذي لن يحدث إلا إذا خاض الحزب معركة التنافس علي كل مقعد برلماني وفي كل دائرة انتخابية معركة فوز.. ومثله سيكون أداء أحزاب المعارضة الرئيسية الشرعية سعيا للفوز بالمقعد البرلماني. ومن ثم فإن اثارة الحديث عن صفقات تتم بين الاغلبية والمعارضة .. ليست سوي محاولة عابثة تدخل في اطار محاولات التشويش وأدواته التي تريد أن تضفي علي الصورة ابعادا ليست فيها وليست لها. فلا حزب الاغلبية يملك رفاهية التنازل عن التنافس علي مقعد برلماني واحد ولا أحزاب المعارضة الرئيسية تملك هذا الترف .. وأي اتجاه من هذا النوع سيصب في رصيد "مفسدي" الحياة السياسية من اصحاب الافكار الظلامية جماعة الاخوان المحظورة وهذا ما يدركه جيدا حزب الاغلبية وأحزاب المعارضة. [email protected]