استمرارا لتداعيات هوس حرق المصاحف علي يد بعض المتطرفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لقي اثنان من المتظاهرين الأفغانيين مصرعهما وأصيب أربعة آخرون أمس الأول برصاص الجيش الأفغاني الذي كان يفرق مظاهرة احتجاج علي الدعوة التي ألغاها قس أمريكي لحرق نسخ من المصحف الشريف في الذكري التاسعة لهجمات 11 سبتمبر 2001. وقال حاكم إقليم براكي براك في ولاية لوجار محمد أمين رحيم: "حاولنا إقناع المتظاهرين بأنه لن تحرق نسخ من القرآن.. لكنهم واصلوا المظاهرة". وأكد رحيم أن المتظاهرين الذين تراوح عددهم بين 200 و300 شخص أضرموا النار في ثلاثة حواجز للشرطة وحاولوا اقتحام مقر الحكومة المحلية. وأضاف أن "الشرطة أطلقت النار في الهواء لكن ذلك لم يكف، ففتح الجيش النار وقُتل متظاهران وأصيب أربعة بجروح". وفي إيران ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن طلابا من جامعات طهران المختلفة تجمعوا أمس أمام قسم رعاية المصالح الأمريكية في السفارة السويسرية شمالي طهران تنديدا بالأمر ذاته. من جانبها، أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جانيت نابوليتانو، أمس الأول أن الأمن القومي للولايات المتحدةالأمريكية "لن يكون في مأمن تام مطلقاً" من التهديدات الإرهابية. وشددت نابوليتانو في حديث لشبكة CNN علي أن البلاد أكثر أمناً حالياً مما كان عليه الوضع سابقاً غير أنها استبعدت عدم تعرض الولاياتالمتحدة لهجمات إرهابية أخري، منوهة "لا توجد ضمانات 100 في المائة بأننا لن نتعرض لضربات مجدداً." وفي الهند، فرضت سلطات الأمن الهندية حظر التجوال صباح أمس علي بلدة "ماليركوتلا" بولاية البنجاب شمالي الهند عقب أنباء أفادت بقيام متطرفين تابعين لكنيسة أمريكية بحرق صفحات من القرآن الكريم (المصحف) في الاحتفال بذكري الحادي عشر من سبتمبر. وقال مسئولو الشرطة في بلدة "ماليركوتلا" - التي تبعد 150 كيلومترا عن تشانديجار عاصمة ولاية البنجاب - إن "حظر التجوال سيستمر حتي تخف حدة التوتر في المدينة التي اندلعت علي خلفية حرق المصحف في الولاياتالمتحدة". من جانبه، ألقي الإمام فيصل عبد الرءوف الذي يقف وراء بناء مسجد بالقرب من "جراوند زيرو" باللوم علي رجال الساسة مثل سارة بالين في كونهم السبب في تنامي الاسلاموفوبيا اعتقادا منهم انها قد تخدم طموحاتهم السياسية التي أدت إلي دعوات لحرق القرآن والتي يتبناها القس تيري جونز راعي كنيسة دوف وورلد أوتريش مع حلول الذكري التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وأشارت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية إلي ان السياسية البارزة سارة بالين كتبت علي الموقع الاجتماعي "تويتر" أنها ترفض اقامة مسجد "جراوندزيرو" لأنها تري انه استفزاز لا مبرر له ويري عبد الرءوف أن تعليقات بالين كانت سببا في تفاقم الأمور واستغلالها من قبل المتطرفين.