كشف دفاع جماعة الإخوان المحظورة قانونا عن ابنة محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد نشر صور لها بلباس البحر «المايوه» علي موقع الفيس بوك، حالة «الشيزوفرينيا» السياسية التي تعانيها الجماعة المحظورة، إذ نشر موقع الجماعة باللغة الإنجليزية علي الإنترنت بيانا يدافع فيه عن ليلي البرادعي قائلا «الحرية والديمقراطية أهم من بكيني بنت البرادعي» ووصف نشر الصور بأنه أسوأ أزمة يتعرض لها البرادعي منذ ظهوره علي الساحة السياسية المصرية. يأتي ذلك في الوقت الذي كان النائب الإخواني في مجلس الشعب فريد إسماعيل قد تقدم بطلب إحاطة ضد كل من د.أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، ووزيري السياحة والتنمية المحلية، حول منع بعض الشواطئ بالإسكندرية من دخول المنتقبات إليها، ووضع شرط ارتداء المايوهات البكيني لنزول المياه بشواطئ العجمي والفردوس. اللافت أن الدفاع عن ابنة البرادعي نشره موقع الجماعة باللغة الإنجليزية الذي اسسه خيرت الشاطر نائب المرشد ليكون صوت الجماعة في الغرب، في الوقت الذي لم يتطرق فيه «إخوان أون لاين» -باللغة العربية- للأمر من قريب أو بعيد، وهي واقعة ليست الأولي فقد سبق ونشر الموقع الانجليزي كثيرا من الاراء والمواقف التي تناقض مواقف الجماعة المعلنة للرأي العام المصري. المثير أن موقف الجماعة من ابنة البرادعي يتعارض مع موقفها السابق من ليبرالية والدها، ففي التحليل النفسي والفكري الذي أعدته اللجنة السياسية بالجماعة للبرادعي فور وصوله مصر وبداية التعاون الإخواني معه، انتقدت الجماعة إيمان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ببعض القيم الغربية ومصافحته للسيدات. وإذا ما كانت جماعة الإخوان لم تصل إلي سدة السلطة حتي يمكن الحكم علي مواقفها من الحرية التي تطالب بها فان سيطرة فرعها في فلسطين -حركة حماس- علي قطاع غزة عبر انقلاب عسكري، قدم النموذج الواضح علي الفهم الاخواني لطبيعة الحكم في الدولة، إذ منعت الحركة قبل أسابيع تدخين الشيشة علي الشواطئ وفرضت الحجاب علي المحاميات وطالبات الجامعات، كما منعت الرجال من العمل في محلات بيع الملابس الداخلية للسيدات إضافة إلي حظر استخدام الموديلات العارية في محلات الملابس، محاكية بذلك نموذج حكم حركة طالبان في أفغانستان. من جهته قال النائب فريد إسماعيل إن الإسلام حرم البكيني سواء بنت البرادعي أو غيرها، لكننا لن نحجر عليها ونقول هذا حلال وهذا حرام، ثم عاد يقول لكن ليس من اللائق أن يقوم شخص بما يستفز مشاعر المسلمين بمخالفة أوامر الدين فلا حرية في إيذاء مشاعر الناس، ودافع عما نشره الموقع الرسمي للجماعة، قائلا نحن لا نلون مواقفنا الدينية وفقا للمواقف السياسية، كما أننا لم نعلن تأييد البرادعي صراحة أن حكمنا عليه سيكون في حالة ترشحه من خلال البرنامج الذي يقدمه فقط. ودافع إسماعيل عن الإجراءات الحمساوية في قطاع غزة قائلاً: لابد من وضع ضوابط لتنظيم المجتمع بما يحافظ علي الذوق العام ولا يخالف تقاليده، وعندما قلنا له: إن هذه عبارات مطاطة ولا توضح موقف دقيق رد قائلاً: نحن ملتزمون برأي العلماء والمتخصصين في العلوم الشرعية. من جهته قال نجاد البرعي المدير السابق لجماعة تنمية الديمقراطية وحقوق الانسان إن موقف الإخوان الأخير من ابنة البرادعي جيد، حيث فصلوا بين الشخصي والعام، وتمني أن تكون الجماعة تراجعت عن مواقفها السلبية السابقة من الحريات، مضيفا علينا أن نشجع ذلك منهم وان نعمق هذه الثقافة لدي كافة قطاعات المجتمع.