«الكوتة» في حقيقتها تحد شرس يواجهه المرأة لإثبات مدي جدارتها وقدرتها علي تحمل هذه المسئولية من خلال المشاركة في رسم السياسات المستقبلية وطرح القضايا الوطنية وكيفية معالجتها.. ولذلك أطلقت العديد من المنظمات المدنية والحقوقية العاملة بالمجال النسائي ، دورات تضم روشتة مساعدة لمن يطمحن في هذا المقعد، للتدريب علي الخطب الانتخابية والظهور الأعلامي والتواصل ومواجهة المنافسين . دورات مكثفة وكشفت مريم ميلاد رئيسة لجنة المرأة بجمعية أصدقاء البرلمان أن الجمعية ستبدأ عقب انتهاء عيد الفطر المبارك في عقد سلسلة من الندوات والدورات التدريبية المكثفة للمرأة والتي تستضيف عددًا من النماذج النسائية المؤهلة لخوض الانتخابات البرلمانية في مختلف المحافظات وممثلة عن جميع الأحزاب السياسية قائلة إن الهدف منها التوعية بحق المرأة في المشاركة وكذلك إلقاء الضوء علي كيفية تعاون «المرأة مع المرأة» لمساندتها والدفع بترشيحها أسوة بالرجل خاصة في المناطق ذات الطبيعة الخاصة مثل الصعيد هذا بالإضافة إلي توعية الرجل بهذا الحق الذي كفله الدستور للمرأة بل تحفيزه علي دعمها سياسيا مشيرة إلي أنه سيتم التنسيق مع مجلسي القومي للمرأة ولحقوق الإنسان. واللافت أن مريم في ذات الوقت سترشح نفسها علي مقعد كوتة شرق القاهرة والتي تضم منطقة مصر الجديدة ومدينة نصر وتري أن هذه المناطق ذات طبيعة خاصة حيث تضم فئات مجتمعية مختلفة من الأغنياء والفقراء والطبقة المتوسطة ولها مشاكل عديدة تتعلق بالخدمات المحلية والمرافق مثل انقطاع المياه والكهرباء بشكل مستمر. فيما كشفت إيناس الشافعي المدير التنفيذي لملتقي تنمية المرأة عن قيام الملتقي في المرحلة المقبلة بتنفيذ الأنشطة التي تستهدف التوعية بهذا الحق خاصة وأنه تم تقديم مشروع لإحدي الجهات المانحة في هذا الشأن ولم يأت الرد بشأنه حتي الآن. فن التوعية الانتخابية أما بالنسبة للجانب المهني والتدريبي، فأشارت نهلة مدني خبيرة توعية انتخابية إلي مجموعة من الأسس والقواعد التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار استعدادًا لهذه التجربة قائلة إن أي سيدة مرشحة يجب أن يكون لديها أجندة عمل حقيقية وبرنامج انتخابي فاعل يهتم باحتياجات المواطنين وقضايا الساعة لافتة إلي أن الترويج لمثل هذه البرامج يقتضي اتباع مجموعة من التدريبات الفنية مثل كيفية إلقاء الخطب باستخدام اللغة المناسبة للجمهور المستهدف وذلك في إطار مهارات الاتصال المباشر مع الآخر للإقناع هذا بالإضافة إلي التدريب علي فن الظهور أمام الكاميرا. وكشفت نهلة أن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تنفذ برنامجًا خاصًا بالتوعية للقائمين علي العملية الانتخابية مشيرة إلي أن التجربة هي بمثابة فرصة ذهبية للسيدات يجب استغلالها في إطارها الصحيح علي حد تعبيرها. منافسة عائلية إعادة النظر في الأجور والمرتبات والنهوض بالعملية التعليمية علي رأس أولويات برنامجها الانتخابي، هذا ما أكدته لبني الصيرفي خبير اجتماعي بوزارة العدل وعضو الحزب الوطني والتي تنوي الترشح لخوض انتخابات مجلس الشعب منتظرة قرارات الحزب قائلة إن تجربتها فريدة من نوعها حيث تواجه مشكلة ضارية ألا وهي أن ابن عمها التي تعتبره في منزلة والدها سيقوم بترشيح نفسه في نفس الدائرة التابعة لها مستطردة ملعب السياسة مفتوح علي مصراعيه والبقاء فيه للأصلح. محافظات ذات طبيعة خاصة من جانبها طالبت د. سحر عثمان عضو مجلس محلي بمحافظة الشرقية ومرشح مقعد المرأة لمجلس الشعب عن الحزب الوطني بأن يكون للمحافظة 4 مقاعد في الكوتة مرجعة ذلك إلي ارتفاع عدد سكان المحافظة والتي يبلغ تعدادها 7 ملايين و356 ألف نسمة متسائلة ماذا تفعل المرأة التي سوف تجتاز معركة انتخابات الشعب القادمة مضيفة أن ذلك يدخل في إطار العدالة السياسية علي حد تعبيرها. تجارب سابقة أما فوزية أبو ذكري أمينة المرأة عن الدخيلة ورئيس مجلس إدارة جمعية جنة الرحمن وإحدي المرشحات عن الحزب الوطني تهتم بشئون رعاية الأيتام والمرأة المعيلة والشباب قائلة إن الجمعية أتاحت لها عن قرب التعامل مع هذه الفئات المجتمعية مشيرة إلي أن برنامجها الانتخابي سيعالج هذه القضايا بشكل أوسع. موروثات خاطئة «السياسة تحكمها مجموعة من الموروثات الشعبية علي رأسها الفكر الذكوري الرافض لحق المرأة في الترشيح»، هذا ما أكدته د. نصرة سعد مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بمديرية الصحة بمحافظة الغردقة وإحدي المرشحات قائلة مازلنا نعاني من هذا الفكر خاصة في المناطق النائية مثل الغردقة والبعيدة عن التطور الحضري لافتة إلي دور الإعلام في إلقاء الضوء علي مثل هذه المناطق والمشاكل التي تعاني منها وكيفية معالجتها.