وجه السير ريتشارد دانيت قائد الجيش البريطاني السابق في العراق اتهامات شديدة لرئيسي الوزراء السابقين جوردن براون وتوني بلير بالتسبب في خيبة أمل كبيرة للشعب البريطاني بسبب حربي العراق وأفغانستان. واتهم السير دانيت، براون بالتسبب في احداث ضرر بالغ للبلاد نتيجة فشله في تأمين الميزانية العسكرية المطلوبة خلال فترة رئاسته للوزارة. كما وجه اتهاما لبلير بافتقاره للشجاعة الأخلاقية الكافية لتحمل مسئوليته عن الدفع بالبلاد للدخول في حربي العراق وافغانستان. وكشف السير دانيت الذي قاد القوات البريطانية في العراق بين عامي 2006 ، 2009 في كتاب جديد بعنوان " شجاعة وقت الحرب"عن محاولاته لإقناع رئيسي الوزراء السابقين بالضغط غير المحتمل الذي تعاني منه القوات البريطانية نتيجة الزج بها في حربي العراق وافغانستان وهو ما رفع حصيلة الخسائر البشرية بين صفوف الجنود. وأكد السير دانيت خلال كتابه الاتهامات الموجهة لثنائي حربي العراق وأفغانستان بمعلومات صرح بها للمرة الأولي حيث قال إنه مع بداية عام 2009 ارتفعت حصيلة قتلي قواته في أفغانستان وأنه لم يلتق بروان لمدة ستة أشهر كاملة وأنه اضطر علي حد وصفه بنصب فخ له لإجباره علي مقابلته في إحدي المناسبات الخاصة لنقل حجم المعاناة والخسائر له. وأوضح أيضا أنه في عام 1997 وضعت وزارة الدفاع استراتيجية للسياسة الدفاعية المستقبلية وصفها بالجيدة إلا أنها لم تستطع مواكبة الدخول في حربين مرة واحدة وهو ما أدي إلي خلل قاتل نتيجة نقص التمويل العسكري. وأضاف الجنرال البريطاني أن أكذوبة امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل زاد الطين بلة بعد الفشل في إدارة الكارثة التي أحدثها غزو العراق والتي بدت بلا مبرر. وحذر من ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية مع استمرار العمليات العسكرية في أفغانستان بشكل لن يعد مقبولا لدي جموع الشعب البريطاني. يذكر أن بلير تعرض لانتقادات شديدة بسبب زجه ببلاده في المشاركة في الغزو الأمريكي للعراق للإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين بزعم امتلاك نظامه أسلحة دمار شامل تهدد الدول الغربية وهو ما ثبت أنه أكذوبة كبيرة. وعلي صعيد آخر، ألقت الشرطة الايرلندية أمس القبض علي أربعة أشخاص من بينهم شابان مراهقان والاخران في الثلاثين من عمرهم بعد تظاهر نحو 300 شخص ضد بلير وقاموا فيها برشقه بالبيض والأحذية في مكتبة ايسون خلال حفل توقيع كتابه "رحلة" في دبلن أمس الأول، كما قامت الشرطة بعملية احكام مشددة علي المتظاهرين الذين رفعوا لافتات مكتوباً عليها "اقبضوا علي بلير الجزار" و " كم قتلت من الاطفال اليوم؟" و"توني بلير مجرم حرب".