اعجبتني بشدة الاعلانات التي اذيعت طوال شهر رمضان والخاصة بالتبرع لمستشفي 57357 ومعهد الاورام ومعهد القلب باسوان الذي يشرف عليه الدكتور مجدي يعقوب ومعهد الكبد بالمنصورة كما اعجبتني بشده الاعلانات الخاصة بتوعية الشباب من مخاطر المخدرات والتدخين وامام تلك الاعلانات التي تقشعر لها الاجساد وتدمع لها العيون يخرج علينا بكل بساطة المذيع تامر أمين في برنامج مصر النهاردة يوم الجمعه الماضي ويطالب الحكومة بعدم المساس بمزاج الغلابة والمزاج الذي طالب المذيع بتوفيره ليس رغيف عيش او خدمة صحية جيدة اومسكن لكل غلبان اوظيفة او جوازة للغلابة ولكنه طالب بعدم المساس بأسعار السجائر التي تخص الغلابة. انفعل المذيع كعادته - وهذا في محاولة منه لاثبات حرصه علي مصلحة المواطن الفقير- واعتبر قرار الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية الخاص بزيادة الضرائب علي علب السجائر والذي دفع في المقابل شركات السجائر بزيادة اسعارها هو قرار يضر بمزاج الغلابة وذلك لان الغلابه يلجؤون الي السيجارة مع كوب شاي بعد يوم عمل طويل علشان يعدلوا مزاجهم فكيف تعكر الحكومة صفو مزاجهم وترفع اسعار السجائر. المذيع الذي خرج علينا من تليفزيون الدولة ويشاهده الملايين من المواطنين ويثقون فيه، يحرض الغلابة علي شرب السجائر بدلا من ان يطالبهم بالابتعاد عن التدخين. المذيع تجاهل القانون الذي اعدته وزارة الصحة لمكافحة التبغ للتقليل من الاصابات الناتجة عن التدخين واهمها الاصابه بمرض سرطان الرئة الذي تحصد الامراض الناجمة عنه سنويا ارواح 4 ملايين نسمة. المذيع لم يلتفت الي ان صحة الفئة - الغلابة - الذي يطالب بتوفير المزاج لهم من السجائر هي اكثر فئة تتعرض للظلم داخل المستشفيات في الحصول علي حقها في العلاج وايجاد سرير للعلاج من سرطان الرئة الناتج من اثار التدخين وانها الفئة التي لا تملك الأموال لعلاج انفسهم وشراء أدوية السرطان باهظة الثمن، لذلك فهو يطالبهم بان يصرفوا اموالهم القليلة في شراء السجائر الرخيصة بدلا من ان يطالبهم بالامتناع عن شرائها للحفاظ علي صحتهم. الا يعلم المذيع بالتليفزيون المصري ان تلك الفئة - الغلابة - التي تشتري المنتجات الرخيصة من السجائر هم الاغلبية والا يعلم المذيع الذي يطالب بعدم المساس بمزاج الغلابة ان الاطفال تحت سن السادسة والشباب هم من اكثر الفئات التي تقبل علي تلك النوعية من السجائر الرخيصة الذي يطالب بعدم زيادة اسعارها، وذلك بدون ان يعي بانه يهدم البنية التحتية لصحة جيل كامل. اذا كان المذيع لا يعلم كل ذلك وان كان لا يعلم بان بريطانيا سبقتنا في فرض تلك الرسوم علي السجائر للحفاظ علي صحة مواطنيها فعليه ان يصمت او يدفع فاتورة علاج كل مريض غلبان بيحب يعدل مزاجه بسيجارة وكوب شاي.