بالرغم من أن عمر برنامج «مانشيت» الذي يقدمه الإعلامي جابر القرموطي علي قناة «on tv» تجاوز العام بشهر واحد فقط، إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة القصيرة أن يصل إلي شرائح مختلفة من الجمهور خاصة البسطاء لما يتمتع به مقدم البرنامج من أسلوب سهل وبسيط، حتي أن البعض انتقد هذا الأسلوب واتهمه بالمذيع الشعبي، بينما يري القرموطي أنه يتعمد أن يظهر بطبيعته لأنه لا يحب «الفذلكة» - علي حد تعبيره - التقينا به لنعرف منه كواليس برنامجه في هذا الحوار. البعض يري أن برنامجك «صحفي» والبعض الآخر يصنفه ضمن برامج التوك شو، فما هو توصيفه الدقيق من وجهة نظرك؟ - هو ليس توك شو بالمعني المفهوم، فالأساسي في برنامجي القضايا التي تطرحها الصحافة وليس القضايا العامة فاهتمامي دائما يكون تابعًا لاهتمام الصحافة مثل أن تناقش قضية القمح أو اللحوم الفاسدة التي تناولتها بعض الصحف وليس بالضرورة أن تكون هذه هي القضية التي تشغل الرأي العام بعكس برامج التوك شو الخالصة التي تهتم بقضية الساعة في الشارع المصري لذلك برنامجي يستمد قوته من قوة الصحافة. ولماذا يغلب علي برنامجك استضافة ضيوف من الدرجة الثانية ليس من بينهم الوزراء والمسئولون الكبار؟ - لا أحب أن أستضيف الوزراء، فما جدوي استضافتي لوزير، وبماذا سأخرج منه في الحلقة، للأسف سوف يعطيني ما يصدره في البيانات والمانشيتات الصحفية، فأنا دائما أهتم بالشريحة التي تتوسط المسئول والسوق فهو الأقرب والأهم لدي الناس ولكن الوزراء قررت أن أتركهم للبرامج الأخري. البعض يعتبر هذا لقلة ميزانية برنامجك أو لضعف مستوي معديه؟ - هذا غير حقيقي فهذه سياسة أتبعها والدليل أنني سبق واستضفت السيد صفوت الشريف وقداسة البابا شنودة ولكن كما قلت اهتمامي منصب دائما في الفاعل الرئيسي وليس رقم واحد ففي حملة البرادعي مثلا أري أن المنسق العام لحملته أهم منه ولذلك قمت بتسجيل حلقة مع المنسق ولم أسع للبرادعي وتركته لبرامج أخري وقد يكون من أحد الأسباب أن وقت برنامجي أقصر وأهتم كثيرا بكتاب المقالات في الجرائد وأجد سهولة في التنسيق معهم لأننا أصدقاء وأحب أيضا أن يشعر الضيف في برنامجي أنه «صاحب بيت». هل تري أن عرض برنامج «مانشيت» علي قناة «ONTV» ظلمه وقلل من فرصه بعكس وضعه إذا كان يعرض علي قناة أعلي في نسبة المشاهدة؟ - أنا أحب أن يكون المناخ الذي أعمل فيه مريحًا وهذا ما أشعر به علي مدار عام وشهر قضيتها في قناة «أون تي في» والحمد لله ردود الأفعال جيدة وافضل من برامج أخري عمرها تجاوز سنوات كثيرة ولا يوجد حولها أي جدل وما يهمني في الأساس هو الراحة النفسية حتي وإن كنت أعمل كمذيع في الراديو، ومؤخرا أصبح لي جمهور والناس بدأت تتعرف علي وجهي وأنا أسير في الشارع ومع ذلك لن أقارن نفسي ببرنامج الطبعة الأولي أو برنامج القاهرة واليوم فأنا مازلت أحبو في مجال الإعلام. بعض الإعلاميين غاضبون من تحول الصحفيين للعمل كمذيعين في الفضائيات، ما رأيك؟ - إذا لم يكن الصحفي ناجحا في العمل الإعلامي سوف يجلس في المنزل والدليل أن هناك كثيرًا من الصحفيين الكبار فشلوا في تقديم البرامج وجلسوا في منازلهم والمهم هو القبول كما أنه لا توجد منافسة بين الصحفيين والتليفزيونيين والقادر أن يثبت نفسه أهلا به لأن المهنتين لا تنفصلان عن بعضهما البعض. وما رأيك في تجربة الصحفيين الذين تحولوا للعمل كمقدمي برامج بما أنك واحد منهم؟ - إذا لم يكن الوسط الصحفي به الكثير من التميز لما استطاعت هذه البرامج أن تحقق النجاح والحقيقة أن لدينا اليوم صحفيين مؤثرين ولهم وزن وكلمة وكثير منهم لسان حال بعض المسئولين ولرأيهم ثمن وكانت النتيجة أن أغلب تجاربهم كانت جيدة جدا. الكثير يرون أن وجودك في القناة نتيجة لعلاقتك الوثيقة بنجيب ساويرس؟ - هذا غير حقيقي ولا أعمل في «ontv» لأنها قناة نجيب ساويرس ولكن لأنها مناسبة لبدايتي وإن كنت احترم هذا الرجل وأفخر بصداقتي له. هل هناك خطوط حمراء تضعها القناة للبرنامج وما مدي تدخل ساويرس في شكل البرنامج؟ - لا علاقة لنجيب ساويرس بالبرنامج من قريب أو بعيد ولم يحدث أن تدخل ولو لمرة واحد في إعداد البرنامج والخطوط الحمراء تحكمها المهنية والضمير الذي يعمل به فريق العمل. وهل هذا السبب الذي يجعلك ترفض عروضًا كثيرة من قنوات تدعوك للظهور علي شاشتها؟ - لا أشغل نفسي بالعروض الأخري وأصبحت أعتذر عنها في هدوء لأنني كما قلت مرتاح بنسبة تصل ل85% في قناة «أون تي في». وما الأمور التي تزعجك وتصل نسبتها ل15%؟ - أمور من بينها أنني مازلت «خام» لأنني لم أقدم برامج من قبل، هذا بجانب مدي انتشار القناة كما أن الجانب المالي ليس بالصورة التي كنت أتمناها وعلي الجانب الآخر مازالت مسألة عملي بالصحافة والوصول للتفرغ منها ليس سهلا لأنني لم استطع الخروج منها لأنها تسير في دمي ولم أصبح تليفزيونيا بشكل بحت. هناك بعض القضايا التي ناقشتها بشكل أزعج المشاهدين من بينها حلقة اللحوم الهندية التي تم عرض صورة الديدان، مما أصاب بعض الناس بالاشمئزاز وكيف وجدت ردود الأفعال حولها؟ - أنا لم أحضر اللحوم ولكنني أحضرت الكرتونة ومطبوع عليها ختم الوارد من الهند ووزارة الزراعة والخدمات البيطرية وكنا نفجر قضية مهمة نؤكد فيها أن هناك لحومًا فاسدة دخلت البلد واتهموني أنني أقدم هذه الحلقة لحساب بعض التجار وهذا غير حقيقي بالمرة وهي كانت حلقة صعبة علي الناس ولكنني أري أنها كانت ضرورية، وبالمناسبة لم أتناول اللحوم منذ هذه الحلقة. ولماذا قمت بإلغاء فقرة الصحافة الإسرائيلية من برنامجك؟ - لأنني علمت أن القناة سوف تقوم بعمل برنامج عن إسرائيل بعنوان «إسرائيل من الداخل» ووجدت أنه سوف يناقش الشأن الإسرائيلي بشكل أفضل مما أقدمه لأنني أقرأ الصحافة الإسرائيلية وما يتعلق بمصر ولكن البرنامج الآخر يتناول كواليس من داخل المجتمع الإسرائيلي لذلك كان لابد أن أتنازل عن الفقرة لصالح المشاهد. بمناسبة الحديث عن الصحافة قضيت خمسة عشر عامًا كصحفي فما الذي اضافته لك مهنة تقديم البرامج؟ - عملي في الفضائيات لمدة سنة يساوي خمسة عشر عاما قضيتها كصحفي لم يعرفني سوي مصادري وزملائي لكن التليفزيون حقق لي كما كبيرًا من الشهرة بمجهود أقل ففي الصحافة كنت أبذل أضعاف المجهود الذي أبذله كمذيع هذا بجانب عدم وجود عائد مادي، ولكن اليوم الوضع اختلف كثيرا فتوسعت دائرة مصادري وأصبح هناك تأثير لما أقوم به أقوي. البعض يصفك بأنك مذيع شعبي فما تعليقك؟ - وما العيب في ذلك أنا دائما أكون حريصا علي التواصل مع البسطاء مثل حرصي علي باقي شرائح المجتمع وأتعمد أن أكون علي طبيعتي واتعامل بكل بساطة مع جمهوري لأن هذا البرنامج للناس ويعبر عنهم كما أنني اعرف أن المشاهد اصابه الملل من المذيع «المستفز لك» وليس بالضرورة أن أظهر في برنامجي أقول «داد» و«مامي» لكي أحافظ علي أصول الاتيكيت لذلك لا أجد غضاضة في لقب مذيع شعبي لأن برنامجي في البداية كان يصل فقط للنخبة والمثقفين ولكن اليوم الحمد لله أصبح له جمهور من البسطاء والفلاحين وكل الشرائح وهذا هو هدفي. لكنك تعرضت لهجوم شديد بعد أن ظهرت في إحدي الحلقات وأنت تتناول علبة «كشري»؟ - في هذه الحلقة كنت أتحدث عن ارتفاع أسعار الأرز وتأثير ذلك علي طعام البسطاء، ومن الطبيعي أن أتحدث عن الكشري لأنه طعام البسطاء، وكان لابد أن أقوم بشرح ما أقوله بشكل عملي حتي يستطيع البسطاء من الجمهور فهمي جيدا وأبرزت أن علبة الكشري أصبحت مكونة من المكرونة والعدس وتلاشت فيها حبات الأرز وأصبح يتم طلبه بشكل مخصوص، وبالمناسبة هذه الحلقات لاقت ردود أفعال جميلة وشعرت بسعادة كبيرة. ألا تري أن هناك تشابهًا بين برنامجك وبرنامج الطبعة الأولي علي قناة دريم؟ - هناك برنامج كان يحمل عنوان «الصفحة الأخيرة» وآخر علي قناة الساعة كان يقدمه زميلي يوسف الحسيني بعنوان «حبر علي ورق» وبرنامج آخر كان يقدمه صلاح عيسي، لكنه توقف بالإضافة لبرنامج «الطبعة الأولي» كل هذه البرامج تتشابه في أمور كثيرة من بينها الشكل ولكن كلها تخرج من عباءة برنامج «رئيس التحرير» الذي كان يقدمه حمدي قنديل، لكن لكل برنامج قماشة خاصة تميزه بجانب طريقة كل واحد منا وثقافته وطريقة تحليله. في رأيك برنامجك أفضل أم برنامج «الطبعة الأولي»؟ - المسلماني أثبت نجاحا كبيرا من خلال تجربته وعلي العموم أنا أحترم كل التجارب التي قام بها زملائي وأعتبر أن برنامجي في ذيل القائمة ليس من حيث المستوي أو الإعداد، لكن من حيث التقييم، ويمكن أن تعتبرين هذا حالة نفسية، حيث دائمًا أضع نفسي في مكانة أقل لأحرص علي الوصول للمزيد من النجاح وأبذل مجهودا أكبر فهذا أسلوبي في الحياة. وما رأيك في المستوي الذي وصلت له برامج التوك شو؟ - هذه البرامج صنعت لتكون مرآة للمجتمع، لكن في نفس الوقت لا يوجد داع لأن تجعل الدنيا سوداء، لكن من الأفضل أن تظل وسيلة للتعبير عن الرأي والمجتمع وأري أن معظمها جيد ولم يخرج عن الإطار بعد. قدمت الفترة الأخيرة حلقات عن حرب أكتوبر من خلال نماذج لأهالي الشهداء وهذا كان مميزًا، لكن لماذا قررت تقديم فقرة كل شهر عن أكتوبر؟ - بالفعل قررنا تقديم فقرة شهرية عن أكتوبر لأنني أري أن هذا الحدث يحتاج لكثير من المتابعة والاهتمام كما قمنا بإعداد حلقات مهمة عن أكتوبر وسوف تستضيف السيناريست «نبيل جعفر» وهو حصل علي موافقات من المخابرات العامة علي سيناريو «الثغرة» و«رأس العش» وفترة حرب الاستنزاف وهناك أفكار كثيرة نجهزها مثل المشروع القومي للقمح ونعد لعمل اكتتاب بهذا الشأن