أصابت حالة من الارتباك والبلبلة عناصر جماعة الإخوان المحظورة قانونا جراء فضح مسلسل "الجماعة" الذي يعرضه التليفزيون المصري حاليا لتاريخ مؤسسي الجماعة الذين لم تكن الكوادر الحالية تعلم عنهم شيئا، وفي محاولة لتجاوز ذلك الارتباك لجأت قيادات الجماعة إلي عمل اسطوانة كمبيوتر مدمجة «CD» تتضمن معلومات مغايرة عن تلك التي وردت بالمسلسل لتوزيعها علي العناصر في الاسر والشعب بالمحافظات بهدف تحسين صورة مؤسسي الجماعة لدي قواعدها الحالية. تتضمن الاسطوانة بحسب ما افادت المصادر الإخوانية عرضا معلوماتيا حول عدد من القيادات الحالية للجماعة ممن ظهروا في المسلسل مثل خيرت الشاطر نائب المرشد الذي يقضي عقوبة السجن عشر سنوات لادانته بتمويل مليشيا جامعة الازهر والمعروف بوزير مالية الجماعة، وذلك لتغيير الصورة التي اظهره بها الممثل القريب من الجماعة عبد العزيز مخيون "بهجت السواح" كما تتضمن معلومات عن رجل الأعمال حسن مالك وغيره من قيادات الجماعة الذين ادينوا قضائيا بتمويل الارهاب الذي تمارسه الجماعة المحظورة. وبحسب ما افاد المصدر الاخواني فإن القيادات الوسيطة في الجماعة تلقت اسئلة متنوعة من قبل القواعد حول حقيقة المعلومات التاريخية الواردة بالمسلسل دون ان تجد لها ردودا حاسمة، ما دعاها إلي رفع الأمر إلي القيادات الاعلي في التنظيم، ومن هذه الاسئلة كيف تكون جماعة دينية وتأسست علي ايدي مدرس ونجار وفلاح وتاجر وليس علي ايدي علماء دين؟.. وحقيقة علاقة الجماعة بالقصر الملكي والانجليز واستقوائها بهما ضد حزب الوفد، ومقارنة ذلك بما حدث في فترات العصر الجمهوري الثلاث اللاحقة. بالتوازي مع ذلك واصلت قيادات الجماعة هجومها الحاد علي المسلسل ودخلت الحملة الموجهة ضد العمل مرحلة التكفير، حيث وصف احد قيادات الجماعة يدعي عبد القادر أحمد عبد القادر في مقال نشره الموقع الرسمي للاخوان علي الانترنت.. وصف القائمين علي العمل باليهود والمنافقين، فيما شبه قيادات الجماعة بالرسول وصحابته، وقال لو ان وفدا زار المدينةالمنورة في عهد النبوة وسأل مجموعة من المنافقين واليهود من مختلف القبائل عن رسول الله واصحابه فماذا ستكون الاجابة؟.. هكذا الحال مع مسلسل الجماعة الذي يعرضه تليفزيون الدولة الآن. وراح الكادر الاخواني يكفر القائمين علي العمل ويقول "لقد سيقت جماعة "الخصوم" إلي مستنقع سياسي وثني علماني، يكره "المنقوعون" فيه الإسلام جملةً وتفصيلاً" ويضيف " سيقت جماعة "الخصوم" إلي "مستنقع صهيوني معلوم"، وإلي "مستنقع صليبي معلوم". يأتي ذلك في الوقت الذي قال محمد بديع مرشد الجماعة انه لا يتابع العمل وانما يسمع عما يجري فيه ممن يتابعونه، فيما لاقي المسلسل استحسان فريق من أعضاء الجماعة، قالوا ان الصورة التي ظهر عليها مؤسس الجماعة زادت من شعبيته، واشار احد القيادات الوسيطة رفض ذكر اسمه إلي ان كثيرًا من الاسئلة باتت تلاحقه من قبل الجيران والمعارف عن مواقف الجماعة التاريخية والحالية، معتبرا ذلك يدخل ضمن الزخم الايجابي الذي حققه العمل، وان كانت به بحسب القيادة نفسها اوجه كثيرة للنقد.