يشهد سوق بيع الاسدالات رواجاً كبيراً مع حلول شهر رمضان، و اللافت أن الرواج لا يقتصر علي السيدات فحسب و انما في الآونة الاخيرة اصبح ينتشر بين الاطفال ايضاً حيث يتم تصنيعه للفتيات من عمر 3 الي 12 عاماً و تقبل الاسر علي شرائه نظراً للتردد علي المساجد طوال الشهر الكريم و لاسباب أخري كثيرة تعرفنا عليها من بعض الامهات. فعن سبب قيامها بالباس ابنتها الإسدال تقول شيماء حمدي انها احضرت لابنتها اسدالاً رغم انها لم تتجاوز عامها الخامس من اجل ان تحببها في الصلاة بشكل عام لاسيما في شهر رمضان حتي تشعر طفلتها بصلاة المسجد، مؤكدة أن طفلتها ارتدته كنوع من التقليد لها خاصة انها ترتديه بصفة مستمرة في اوقات الصلاة وهي تشعر بالسعادة لذلك لانه امر ايجابي يدل علي أن الام هي القدوة و المثل الاعلي لابنائها . وتوافقها الرأي نبيلة السيد حيث تفضل اصطحاب ابنتها آية 10 سنوات للمسجد في شهر رمضان لاداء صلاة التراويح حتي تعتاد علي الالتزام والانتظام علي الصلاة بالاضافة الي انها تحفزها علي الاعمال الطيبة مثل توزيع التمر او المياه علي المصليات كما ان ابنتها احياناً ما ترتدي الاسدال اثناء نزولها للشارع لاحضار بعض الحلوي لانه اسهل و اسرع من الملابس الاخري. بينما تؤكد شيرين محمد ان ابنتيها التي تتراوح اعمارهما ما بين 6 و 9 سنوات ترفضان ارتداء الإسدال خاصة في فترة الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهي لا تفضل استخدام اسلوب الاجبار، خاصة أن الأطفال ليس عليهن فرض، كما ان الإسدال هو زي يستعان به فقط في الصلاة، و تشير الي أن ربما لو تم تصميم الاسدال بالوان زاهية و رسومات بسيطة تجذب الاطفال سيكون اسهل لهن تقبله. أما عبير صلاح فهي تحرص علي شراء اسدال لابنتها و عباية رجالي لابنها قبل قدوم شهر رمضان لارتدائهما اثناء اصطحابهما الي المسجد في صلاة التراويح و العيد ايضاً ، وتؤكد أن ذلك الامر عادة وليس إجباراً منها، حيث التزمت بها منذ عامين و تري السعادة علي وجوه طفليها اثناء اختيارهما لملابس رمضان الجديدة كما انها تجد ان هذه الملابس مدخلاً جيداً لتحبيب الاطفال في الصلاة و تمييز شهر رمضان عن باقي شهور العام . وحول وجهة النظر الشرعية في ارتداء الفتيات الصغار للإسدال يشير الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين عام المجلس الاعلي للشئون الاسلامية الي انه يجب تنشئة الطفل علي اداء العبادات و الفروض الشرعية من صلاة و صوم الي جانب الذهاب به الي المساجد حتي يكون ذلك جزءاً من حياته و يعتاد الطفل علي ان يكون اكثر قرباً من الله سبحانه و تعالي ، مؤكدا لا يوجد مانع في ان ترتدي الطفلة الاسدال اثناء الصلاة بشرط عدم الإجبار عليه. و يحث د. محمد الجندي كل الاباء و الامهات علي ترغيب اطفالهم في اداء الفروض اليومية من خلال التقدير المعنوي و الاشادة بسلوكهم امام الناس و المكافآت مثل زيادة المصروف او الذهاب الي نزهة ترفيهية من أجل التوازن بين الجانب المادي و الروحي للطفل. كما يشدد علي ان يبتعد اولياء الامور عن استخدام العنف او التخويف مع ابنائهم اثناء مطالبتهم بالصلاة او الصيام لما سينتج عن ذلك من اثار سلبية وعكسية فالافضل هو اتباع جميع سبل الترغيب دون استخدام الوعيد او التهديد و عليهم ان يتأكدوا ان تربية الطفل تحتاج الي صبر و ان يبدأوا بانفسهم لانهم قدوة لاطفالهم .