تعاني شوارع القاهرة من تكدس مروري شديد وخاصة في أوقات الذورة ويتزايد هذا الازدحام في شهر رمضان لما له من طبيعة خاصة تفرض علي العاملين الخروج من العمل في وقت واحد مما يسبب إرهاقًا وتوترًا للسائقين خاصة مع طول ساعات الصوم والانتظار لفترات طويلة، ولهذا ظهرت منذ عدة شهور تجربة مصرية ترفع شعار «نركب سوا» تسعي لايجاد حل لمشكلة التكدس المروري خاصة في شهر رمضان وتقوم الفكرة علي ترشيد الاستخدام وتوفير الوقود فبدلا من أن يذهب كل شخص بمفرده إلي عمله ويتحمل نفقات كثيرة لتمثل عبئا علي مصروفاته الشهرية فمن خلال المشروع يتقاسم الأفراد هذا العبء معا. وعلي الرغم من قصر عمر التجربة إلا أنها تحمل كثيرًا من الايجابيات يرويها مستخدموها في شهر رمضان. أحمد نور يقول: إنه استفاد كثيرا من تلك التجربة خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو وازدحام المرور الذي يعوق دائما حركة سير السيارات والبقاء لفترات طويلة في الطريق وهذا يسبب إرهاقًا كبيرًا وخاصة مع طول ساعات الصيام لذلك يقوم علاء الحوتي زميله في تجربة «نركب سوا» بقيادة السيارة لمدة شهر ويتبادلا الامر الشهر التالي. ويضيف علاء الحوتي إن التجربة تسعي لحل أزمة المرور التي نعاني منها يوميا بالاضافة إلي توفير النفقات المادية التي يستهلكها الفرد الواحد من استهلاك السيارة والبنزين وغيرها من النفقات حيث إننا في «نركب سوا» نتقاسم كل شيء مما يعود بالنفع علي كل المشاركين، كما أنها تقلل العناء في القيادة خاصة مع شهر رمضان الذي يستلزم مجهودًا أكبر مع الساعات الطويلة في الانتظار والذي يؤثر علينا بالسلب ويجعلنا نفقد أعصابنا وبالتالي يؤثر ذلك علي القيادة مما يؤدي إلي تواجد نسب كبيرة من الحوادث. كما تجدها سلوي أحمد «موظفة بأحد البنوك» أنها أنسب طريقة للوصول إلي مقر عملها بيسر وبدون بذل مجهود يؤثر عليها باقي اليوم كما يوفر لها وقت الانتظار لوصول وسيلة مواصلات مناسبة من المعادي إلي الزمالك. وتضيف أنه في تلك الفترة عن العام تجد صعوبة في إيجاد وسيلة مواصلات مناسبة خاصة مع خروج كثير من الشركات في نفس التوقيت فهي لم تجد فرقًا بين شهر رمضان وباقي أيام العام لالتزام زميلتها في التجربة بجميع التعليمات والتزامها بدفع مبلغ مالي متفق عليه لعدم امتلاكها سيارة خاصة. أما عزة عادل «مدرسة» فتتمني أن يتم توفيقها مع مجموعة عمل تناسبها في التنقل ما بين المعادي الجديدة والقديمة وخاصة في شهر رمضان وعلي الرغم من قصر المسافة بين منطقة العمل والمنزل فإنها تعاني من ازدحام المواصلات مما يسبب لها اضطرابات في عملها، وتري أنها فكرة مجدية تقلل من عدد السيارات المستخدمة مما يقلل من الازدحام الشديد في الشوارع. يقول ياسر الزغبي صاحب شركة ومن مؤسسي تجربة «نركب سوا»: إنه في حاجة لدعم حكومي لتبني تلك التجربة للتقليل من ازدحام السيارات في الشوارع المصرية التي أثبتت جدارتها في البلدان الغربية مما تعتبر الحل المثالي لمواجهة الأزمة المرورية. ويشير إلي تحول مشروع «نركب سوا» إلي خدمة مجانية حيث يقوم هو ومن معه بدور الوسيط بين الأفراد ممن يمتلكون سيارات.