أكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنه من السابق لأوانه الرد علي اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعقد لقاءات نصف شهرية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب إطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن الخميس المقبل وعبر عريقات عن رفضه لفكرة اللقاءات نصف الشهرية. وأوضح عريقات في تصريحات صحفية أمس أن الوقت مبكر لمعرفة من سيلتقي من ومكان انعقاد المفاوضات وزمانها قائلاًَ كل هذا يفترض أن يناقش في واشنطن إضافة إلي جدول أعمال المفاوضات وجدولها الزمني وتمديد فترة تجميد الاستيطان «التي تنتهي في 26 سبتمبر المقبل» وهدد أكثر من مسئول فلسطيني في مقدمتهم الرئيس عباس أن عدم تمديدها والعودة إلي البناء الاستيطاني سيعني وقف المفاوضات في المقابل يهدد مسئولون إسرائيليون بمن فيهم وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بفك الائتلاف الحكومي، إذا ما أبقي علي التجميد. ويعمل المسئولون الأمريكيون من أجل إيجاد حل وسط يكون مقبولا للطرفين في هذه القضية ومن الأفكار المتداولة استئناف الاستيطان في الكتل الاستيطانية التي ستضم إلي إسرائيل في التسوية النهائية في إطار تبادل الأراضي علي أن يستمر التجميد في بقية مستوطنات الضفة الغربية. ومن جانبه أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أن الجانب الفلسطيني سيذهب إلي المفاوضات مع إسرائيل في واشنطن علي أساس بيان اللجنة الدولية الرباعية، مؤكدا أن المطالب الفلسطينية تشكل الحد الأدني من أسس عملية السلام وليست شروطا، وهي واردة في بيان الرباعية من خلال التأكيد علي وقف الاستيطان والاستناد إلي قرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية للسلام. وأشار الأحمد في تصريحات صحفية أمس إلي أن الجانب الإسرائيلي يذهب للمفاوضات علي أساس تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ما خلق تباينا ملحوظا بسبب خطأ الإدارة الأمريكية التي تعاملت بازدواجية مع الجانبين. وأضاف: «إذا حدث اتفاق علي أساس جدول أعمال المفاوضات فمن الممكن عندها أن تفتح الأبواب أمام المفاوضات المباشرة، ولكن ينتابنا القلق من نجاحها بسبب الغموض الذي تسببت به الإدارة الأمريكية». ولم يستبعد الأحمد أن تجهض المفاوضات قبل أن تبدأ فإسرائيل لا تريد الاستناد إلي بيان الرباعية ولكن لتتحدث إسرائيل كما تريد فالجانب الفلسطيني يعرف ما يريد ويتمتع بالثقة الكافية للاعتماد علي مواقفه الواضحة وعدم التشكيك في قدراته، ولكن بعض الأصوات المهزوزة تفتقر للثقة في النفس. وأشار الأحمد إلي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» سيتوجه إلي واشنطن لحضور الاجتماع التمهيدي للمفاوضات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المقرر في الأول من الشهر المقبل عشية انطلاق المفاوضات المباشرة. وأوضح الأحمد أنه سيتلو اللقاء التدشيني للمفاوضات «اجتماع ثلاثي فلسطيني إسرائيلي أمريكي في الثاني من سبتمبر المقبل لتحديد شكل المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية المباشرة من حيث طريقتها ومرجعيتها وجدول أعمالها وإطارها الزمني ومكانها. وقال إن القيادة السياسية الفلسطينية هي المسئولة عن التفاوض مع الجانب الإسرائيلي ولن يجري أي تغيير علي طاقم المفاوضات الفلسطيني، مشيرا إلي أن «أبومازن» سيكون علي رأس الوفد المفاوض الذي سيضم رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وأمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه وآخرين. وميدانيا أكد مصدر طبي فلسطيني أن عاملين فلسطينيين أصيبا أمس برصاص الجيش الإسرائيلي قرب معبر بيت حانون «ايريز» في شمال قطاع غزة. وفي سياق متصل، اعلن مصدر رسمي أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استقبل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس في عمان حيث عقدا اجتماعًا قبل أيام من استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.