حالة من التخبط سيطرت علي حركة حماس الداخل الفلسطيني والخارج، وانعكست في ممارساتها الاستفزازية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، ففيما طالب رئيس وزراء حكومة حماس المقالة بغزة إسماعيل هنية وفد حركة "فتح" المتواجد في قطاع غزة مؤخرا بالاجتماع مع قيادة حركة "حماس" عقب انتهاء عزاء اللواء أمين الهندي مدير عام جهاز المخابرات الفلسطينية السابق والمنتسب لحركة فتح للحديث حول المصالحة، وقال"نحن لا نقبل بما يحدث وحماس لا تلغي فتح ويجب أن تقوم العلاقة بيننا علي الاحترام المتبادل والشراكة السياسية"، كان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس "المقيم في دمشق" يشن هجوما لاذعا علي السلطة الوطنية الفلسطينية ويتهمها بشن حرب شعواء ضد نشاطات حركته في مساجد الضفة، مطالبا اعضاء حركته في رام الله بانقلاب مماثل لذلك الذي قامت به الحركة في قطاع غزة، وشدد "وأن شعبنا ومدننا بالضفة سيتمردون وينتفضون وينقلبون علي هذا الواقع". احد مظاهر الارتباك الحمساوي اتضح من استبعاد ايمن طه المتحدث باسم الحركة من التنظيم وهو ما ارجعته بعض المصادر إلي استيلائه علي مبلغ مليون دولار كان مكلفا بتوصيلها للحركة، فيما ارجعته مصادر اخري إلي تضارب تصريحاته مع تصريحات قيادات الحركة ومواقفها خاصة فيما يتعلق المصالحة مع فتح. انعكست حالة الارتباك علي تحركات حماس في القطاع، اذ داهمت المليشيات التابعة لها جنازة اللواء امين الهندي والتي شارك فيها عشرات الآلاف من مواطني غزة وصادرت اشرطة الفيديو الخاصة بالجنازة من الصحفيين، وهددت باغلاق مقر العزاء في حال رفعت صور الرئيس ابو مازن والرئيس الراحل ياسر عرفات وذلك بحسب ما اكده لنا في اتصال هاتفي من القطاع رامي السيد احد الصحفيين الفلسطينيين الذين حضروا الجنازة. اعتقلت رئيس اللجنة الشعبية للاجئين برفح زياد الصرفندي واستنكرت اللجنة الشعبية للاجئين بمحافظة رفح في بيان حصلت عليه روزاليوسف استمرار ملاحقة أجهزة أمن حماس واستمرار إغلاق مقر اللجنة منذ أسبوعين، وقالت اللجنة إن الاستدعاء اليومي لرئيس اللجنة واحتجازه لساعات طويلة انتهاك صارخ للحريات العامة وتجاوز خطير للقانون الأساسي الفلسطيني. الاستفزازات التي ترتكبها الحركة منها ما جري يوم الجمعة الماضي حين رفضت تسلم معونات ذهب بها وفد برلماني عربي لتقديمها إلي الشعب الفلسطيني في القطاع، اعتراضا من حماس علي دعوة الوفد العربي لممثلي حركة فتح علي إفطار ضمن دعوته لكل ممثلي الفصائل الفلسطينية. عبر الوفد من رفح المصرية إلي الجزء الفلسطيني من المعبر، حيث رفض ممثلو حماس دخولهم، وأجرت مصر اتصالات تبين منها أن حماس غاضبة لأنها اعتبرت دعوة الفصائل الفلسطينية كلاماً ضد البروتوكول وأن علي الوفد العربي أن يقابل حكام غزة، علي أن يتولوا هم دعوة من يرون إلي الإفطار. وموقف اخر حيث منعت أجهزة أمن حماس، السبت الماضي، أكثر من 100صائم من تناول الإفطار في منتجع بغزة، وقال عضو مجلس «كريزي ووتر» إدارة الاتحاد الأورو متوسطي للمطاعم والفنادق السياحية، معين أبو الخير، إن عناصر حماس اقتحموا المنتجع الذي كان من المفترض أن يقام فيه إفطارا جماعيا تنظمه مؤسسات لرعاية الأيتام، وطردوا جميع من فيه، قبيل الإفطار بقليل، وأغلقوه بحجة الاختلاط وناشد أبو الخير مؤسسات حقوق الإنسان للتدخل ووضع حد لهذه المعاناة المستمرة والاعتداء علي الحريات، خاصة أن المنتجع يعمل فيه عاملون يعيلون عشرات الأسر المنهكة تحت الحصار.