بالتأكيد ثمة علاقة بين التذوق والفن وبين الابداع والابتكار في الطعام وعشق الفن والموسيقي والانبهار بالموضة والجمال والتنوع في الازياء هذه الكلمات تتذكرها اذا قارنت بين المطبخ الالماني بفقره وجموده والمطبخ الفرنسي والايطالي. والمطبخ الألماني خليط من مطابخ مختلفة. وفي الحقيقة لا يوجد مطبخ ألماني موحد، ولكن العديد من الأطباق التقليدية المحلية. من طبق سمك الرنجة التقليدي في مدينة كيل في الشمال، إلي السجق مع الخردل الحلو في ميونخ.. وتختلف المأكولات الألمانية من منطقة إلي منطقة داخل ألمانيا، فالمناطق الجنوبية مثل بافاريا وسوابيا مطبخها اقرب إلي المطبخ النمساوي والسويسري. لحم البقر والخنزير والدجاج هي أكثر اللحوم المستهلكة في المطبخ الألماني. وفي اغلبية المناطق، تؤكل اللحوم علي شكل سجق بحيث يوجد أكثر من 1500 نوع من السجق المنتجة في ألمانيا. أما أكثر الخضروات استهلاكاً في المانيا فهي الفاصوليا، البطاطس، الجزر، السبانخ، الكرنب واللفت. وتربطها بالمكرونة علاقة حميمة، فيصنعون منها أشكالاً عديدة، بعضها مثل الدود، حيث تكون أكثر سُمكًا من المكرونة الاسباجيتي الإيطالية، وشكلها غير متناسق، ويصنعون بعضها علي شكل كرات بحجم كرة البنج بونج، تسبح في شوربة أقل جاذبية منها. تنتشر في المطاعم الألمانية ظاهرة طهو الأطعمة ذات المظهر الجذاب بطرق مبدعة تتسم بالغرابة، وهذه الظاهرة تناسب حب المزيد من الناس لتذوق ما هو جديد في عالم الطهو وتغيير الأطباق الاعتيادية التي يتناولونها، حيث تظهر لك أعواد السوس بجانب سمك السلمون، ويقدم الكافيار فوق الشيكولاتة البيضاء أو البوظة الساخنة، وإذا رأيت صحنا من الطعام غير الاعتيادي فهو بالتأكيد يعبر عن الطهو أو الطبخ المرتبط بعلم الجزيئات! فالاتجاه السائد في السنوات الأخيرة هو الإبداع في طهو الطعام.