يعيش الفنان حسن الرداد حالة من النضج الفني، فبعد مشاركته العام الماضي في مسلسل «ابن الارندلي» مع يحيي الفخراني وفيلم «احكي يا شهرزاد» مع مني زكي يشارك هذا العام في عمل قوي وهو مسلسل «الجماعة» للمؤلف وحيد حامد، حيث يقدم من خلاله نموذجاً لوكيل نيابة أمن الدولة الذي يحقق مع طلبة الإخوان المشتركين في العرض العسكري بجامعة الأزهر ويقوم بدور الباحث في تاريخ الإخوان ونشأتهم وأهدافهم. حسن تحدث في حواره ل«روزاليوسف» عن مشاركته في هذا العمل والمصادر التي استعان بها لتقديم هذه الشخصية، واستعانته بوكيل نيابة حقيقي حتي يرسم ملامح الشخصية من الواقع ويغير الصورة الراسخة في اذهان الجميع عن هذه الشخصيات، كما تحدث عن عدم خوفه أو تردده لتقديم عمل يتناول الجماعة المحظورة، كذلك أهم المواقف الصعبة التي مر بها أثناء التصوير من خلال هذه السطور: كيف دخلت «الجماعة»؟ - الموضوع بدأ منذ سنة تقريباً عندما تلقيت مكالمة من الأستاذ وحيد حامد والمخرج محمد ياسين لتقديم دور «أشرف» وكيل النيابة الباحث في شئون جماعة الإخوان المسلمين، فوجدت أن هذه الشخصية تحتاج مذاكرة وقراءة كثيرة خاصة أنني لم أكن متعمقاً في شئون الإخوان وكانت معلوماتي مقتصرة علي قراءات بسيطة بجانب معلومات من بعض زملائي في الجامعة الذين انضموا للجماعة وتغيرت حياتهم بشكل محوري وبدأوا يحللون أشياء ويحرمون أشياء علاوة علي تزمتهم وتبنيهم لقضية الإخوان وبخلاف ذلك لم أكن أعلم شيئاً عن «الجماعة». هل اعتمدت فقط علي سيناريو وحيد حامد في تقديمك للشخصية؟ - نظراً لأهمية وحساسية الموضوع كان لابد أن أقرأ في تاريخ «الجماعة» سواء من خلال وجهة نظرهم أو وجهة النظر الأخري لذلك قرأت مذكرات الشيخ حسن البنا والتصريحات التي جاءت علي لسان أقطاب الإخوان والمرشد العام وكل ما كتب حول العرض العسكري لطلبة جامعة الأزهر، وحاولت أن أعرف تاريخ «الجماعة» وأهدافها وهل الأشخاص الذين ينضمون لها مقتنعون فعلا،ً وكل هذا أفادني في تقديم شخصية الباحث المهموم بمعرفة حقيقة الإخوان والمحايد في تحقيقه مع طلبة العرض العسكري. ألا تري أنك تحاول رسم صورة مثالية لوكيل النيابة؟ - ليس صحيحاً فعندما جاءني هذا الدور كانت راسخة في ذهني صورة معينة عن وكيل النيابة وهي صورة الرجل العصبي الذي يدخن كثيراً وصاحب ملامح حادة وهذه الصورة رسمتها في أذهاننا الأعمال الدرامية، لذلك وجدت أن هذا الدور صعب وأن الشخصيات المهنية لا يسهل الإبداع فيها ففكرت أن ابتعد عن النمطية وطلبت من أحد أصدقائي الذين يعملون في مجال النيابة تسهيل حضوري لأحد التحقيقات، فوجدت وكيل النيابة عكس ما كنت أتوقع فهو هادئ الطباع ومحايد مع المتهمين وليس عنيفاً ويطبق القانون ويتحري الدقة في قراراته فاستخلصت من هذه الشخصية بعض الأشياء التي ساعدتني بجانب الخطوط التي وضعها الكاتب للشخصية. هل الدور الذي تقدمه لشخصية حقيقية أم من وحي خيال المؤلف؟ - قد يكون حقيقيا وموجوداً في الواقع ولكن ليس بنفس الاسم وبنفس الظروف الاجتماعية وهذا ما جعلني أستعين بنموذج وكيل نيابة حقيقي قبل تجسيدي للشخصية. وهل الشخصية متغيرة عبر أحداث المسلسل؟ - كل مشهد أجسده له سماته ويكون هناك شكل معين للشخصية فعندما أحقق مع طلبة الإخوان شخصيتي تختلف عن حواري مع النائب العام، وتختلف مع والدتي أو مع حبيبتي، ففي كل موقف لابد أن تكون شخصيتي مغلفة بشكل معين وقد ركزت مع المخرج محمد ياسين علي علاقاتي مع من حولي بالإضافة إلي أن الشخصية ستتغير مع الأحداث خاصة بعد قراءتي لمذكرات حسن البنا. ألم تخش تقديم عمل سياسي عن الجماعة المحظورة؟ - إطلاقًا لأني أبحث دائما عن الأعمال التي تدفعني خطوة للأمام وأقدم من خلالها شيئاً مختلفاً وعندما قبلت المشاركة في مسلسل الجماعة كنت علي علم بأن هذا المسلسل سيثير العديد من المشاكل مع الإخوان وأنه لن يعجبهم، فأنا عندما أقدم عملاً فنياً أقدمه بغض النظر عن هل سيعجب فئة معينة أم لا، أو أنه محاط بالمشاكل أو غير ذلك، وللعلم هناك بعض من زملائي وأساتذتي في الوسط الفني حذروني من المشاركة في هذا المسلسل لكني لم أخف، ووحيد حامد عندما قدم مسلسل «العائلة» في التسعينيات لم يخف من المشاكل وقدم عملاً رسخاً في تاريخ الدراما المصرية والعربية، وأعتقد أن هذا المسلسل أيضا سيكون شيئاً مهماً ومتميزاً في تاريخ الدراما المصرية وسيكون محطة مهمة بالنسبة لي كممثل. البعض يقول إن المسلسل ليس محايدا في حديثه عن الإخوان ما تعليقك؟ - نحن نتحدث عن الإخوان من خلال مواقف وأحداث حقيقية ومعتمدة أيضا علي مذكرات الشيخ حسن البنا حتي لا يتهمونا بالتزوير في الحقائق، وبجانب ذلك فإن المسلسل يتحدث أيضا عن سلبيات أخري موجودة في البلد قد يكون سببها الحكومة أو المواطنون مثل توقف المرور لساعات دون معرفة السبب أو عشوائية سائقي الميكروباص وغيرها. هل هناك كواليس تتذكرها أثناء تصوير المسلسل؟ - أثناء التصوير أصبت في عيني بحساسية شديدة بسبب طول مدة التصوير التي كانت تقترب من 18 ساعة في اليوم وكنت استعمل «قطرة» واكتشفت فيما بعد أنها كانت تزيد حساسية العين وكادت تصيبني «بالعمي». بعيدا عن الجماعة ما شعورك بعد خروج «الدالي» من سباق رمضان؟ - في البداية كنت حزيناً خاصة أن شخصية باسم الدالي التي كنت أقدمها في المسلسل سوف تتغير في الجزء الثالث لكن عندما فكرت وجدت أنه قد يكون في صالحي أن يعرض لي مسلسل «الجماعة» فقط وفي النهاية كل شيء نصيب. تشارك سمية الخشاب في الإذاعة من خلال «أيام جميلة» حدثنا عن دورك في هذا العمل؟ - كنت سعيداً جداً وأنا أشارك سمية الخشاب للمرة الثانية بعد فيلم «خيانة مشروعة» وأقدم في هذا المسلسل دور شخص شهم وجدع يقف بجانب «جميلة» بطلة العمل في التصدي لرجال أعمال وسياسيين فاسدين والوقوع بهم. في النهاية ماذا تتابع من دراما رمضان؟ - أتابع شيخ العرب همام وعايزه أتجوز والحارة.