عرض - مي فهيم تعكس المهرجانات والكرنفالات المميزة الاختلافات بين كل بلد في العادات والتقاليد ومظاهر الاحتفال فلكل بلد احتفالات وأيام خاصة تعد كشاهد عيان علي أحداث تاريخية أو تراثية مهمة راسخة في الأذهان منذ قديم الأزل تعكس عادات وتقاليد الشعوب.. كما يتميز كل شعب بطقوس وعادات وأيضا احتفالاته التي تكون غالبا احتفالات دينية أو احتفالات تراثية التي تتكرر كل عام في توقيت محدد. فأيا ما كان نوعها فكل بلد لها احتفالاتها الخاصة التي تمثل معتقدا بالنسبة لأهلها وهو ما يجعلهم أكثر حرصا علي إحياء تلك المناسبات وباتت تلك الكرنفالات لها جمهورها الخاص من السائحين الذين يطوفون البلاد للاستمتاع بمتابعة تلك الاحتفالات الخاصة وهو ما يرصده انا جولدرين في كتاب"300 حدث ومهرجان لا ينسي حول العالم" تلك الاحتفالات والكرنفالات المميزة للشعوب علي الرغم من مرور السنوات لا يطويها النسيان. يبحر بنا الكتاب عبر مدن العالم المختلفة لينقل لنا صورة حية عن أهم وأبرز الأحداث والمهرجانات الشعبية التي تميز كل بلد عن الآخر ومن أهم الكرنفالات التي تجذب عقول وقلوب الكثيرين حول العالم هو مهرجان "الأقنعة" "السنوي في المدينة البندقية فينسيا" الذي يعد من أبرز المهرجانات في إيطاليا. ويبدأ مهرجان الأقنعة، في السادس من فبراير وحتي يوم 16 من الشهر نفسه، يتميز كرنفال فينيسيا بارتداء مختلف أنواع الأقنعة. ويعد القناع من طقوس السحر البدائية لكن القناع في فينيسيا فقد مع مرور الزمن جزءا من طابعه الأصلي وصار أداة تنكرية في الاحتفالات الشعبية فتحول دوره إلي نوع من المحاكاة التهكمية واستعمله البعض لإخفاء شخصيته. ويعد المهرجان فرصة مميزة لقضاء 12 يومًا تبدو وكأنك "شبح الأوبرا". وهو من أشهر مهرجانات الأقنعة في العالم. وتكون ساحة سان ماركو هو نقطة تمركز للمهرجان. ويبدو أن شهر فبراير هو شهر البسمة والاحتفالات ليس في ايطاليا فحسب ولكن وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث تشهد مدينة نيوأورليانز فيه ثلاثاء المرْفَع اليوم السَّابق لبدء الصَّوم الكبير، ويسمَّي أيضًا ثلاثاء الاعتراف وهو يبدأ في الفترة الواقعة بين 3 فبراير وحتي 9 من مارس ويرتبط غالبا بعيد الفصح. خلال الاحتفال يسارع الكثيرون بارتداء الأقنعة لإخفاء هويتهم ويبعث جوًا من المرح والدعابة بينما يتطلب إزالة الأقنعة عند الدخول إلي البنوك والهيئات نظرا للمخاوف الأمنية والألوان المميزة لهذا الاحتفال تكون الأخضر والذهبي. كما تضمن الكتاب مهرجان أبوسمبل الذي يقام في مدينة أسوان بمصر وهو المهرجان الأشهر علي الإطلاق الذي ينال شعبية كبري حيث يحتشد الجميع للإعراب عن دهشتهم من تضافر الظواهر الطبيعية مع الجهد البشري حيث تتعامد الشمس علي تمثال رمسيس الثاني مرتين في العام، مرة يوم جلوسه علي العرش، ومرة في ذكري يوم ميلاده لتسلط بذلك الضوء علي واحدا من أبرز المعالم السياحية في العالم. ولا تغيب الفاكهة والخضراوات عن مهرجانات العالم بالطبع فتحتفل مدينة مينتو الفرنسية بمهرجان الليمون السنوي ويبدأ من 12 من فبراير وحتي الثالث من مارس وتتميز هذه المدينة بزراعة الموالح وخلال المهرجان تزين بتماثيل ضخمة من الليمون والبرتقال. وفي استراليا خلال شهري ابريل ومايو مهرجان هو الأغرب من نوعه فهو غوص ولكن هذه المرة أرضي ويعرف باسم " مهرجان الغوص الأرضي" والذي يقام بجزيرة فانواتوا ويقوم سكان الجزر الجنوبية ببناء أبراج خشبية عالية فعندما يتم الانتهاء من بنائها وحتي نهاية شهر مايو. ويقوم رجال القرية بالغوص في تلك الهياكل المخلخلة مع اثنين فقط من سيقان النباتات متصلة مع الكاحلين فهم متيمون برياضة قفز البنجي "القفز الانتحاري". ولكي يتم القفز بشكل صحيح يجب أن يلمس شعر المتسابق الأرض من أجل الخصوبة والحصاد. كما لا تخلو كرنفالات العالم من الاحتفال بالحيوانات والأحداث الطبيعية فعلي ساحل البحر الكاريبي يجتمع المئات في شهر أغسطس لمشاهدة أنواع من السلاحف المهددة بالانقراض وهي تضع بيضها فهي مهمة شاقة فعلي السلحفاة حفر حفرة ذات عمق وتضع فيها قرابة 100 بيضة وتغطيها بالرمال ثم تزحف في بطء للعودة إلي مياه البحر مرة أخري. وفي منغوليا نكون علي موعد مع المسابقات الرياضية في مهرجان نادم وهو يقام في 11 إلي 13 من يوليو وهو يعد المهرجان السنوي الأكبر علي الإطلاق في منغوليا يتضمن مسابقات في الفروسية والرماية والمصارعة وتمثل الألعاب الثلاثة الأنشطة الرجالية الرئيسية في البلاد بل هم أكثر الرياضة متابعة وإقبالا في منغوليا وخلال المهرجان يتسارع المتسابقون بارتداء زي المصارعة وزي الجنود وركوب الخيل وترتدي ملكات الجمال أقنعة. كما يعد مهرجان موسيقي الميتال في ديربي من أكبر المهرجانات الموسيقية التي تجذب الكثيرين حولها ويعقد في الفترة ما بين 13-15 أغسطس. يعقد في الجمعة الأولي من شهر مارس مهرجان يسمي مهرجان "ليلية من ليالي الساحرات"في المكسيك. وفي هذا المكان تري تقاليد السحر وأعمال الشعوذة وفي عام 1970 ظهرت فكرة استضافة مهرجان السحر وتقاليده كل عام. وانتشرت الفكرة وازدهرت فاليوم يأتي إليها الكثيرون ليشهدوا هذه الاحتفالية فهم يشاهدون كل أنواع وفنون السحر بمشاركة السحرة من كل المناطق في المكسيك وتقبل عليه الساحرات من جميع أنحاء المكسيك لأداء مراسم تطهير جماعية تهدف إلي تخليصها من الطاقات السلبية. فإن هذا الحدث احتل مكانه كبيرة وبارزة لدي السائحين الذين يقبلون عليه من كل حدب وصوب. يقام في مقاطعة جلوكيستر شير في انجلترا كل عام "مهرجان دحرجة الجبن" في الاثنين الأخير من شهر مايو. إذا قمت بزيارة قمة في كوبر هيلز في يوم الاثنين المجنون وهو الأخير من شهر مايو، فتري الاحتفال في هذا المهرجان يكون في التلال عن طريق دحرجة قطعة من الجبن من فوق التل والمتسابقين يركضون وراءها وأول شخص يمسك الجبن يفوز بها فمقابل قطعة الجبن هذه يتعرض المتسابق لكثير من الإصابات نتيجة للانزلاق علي الحشائش. وتشهد تايلاند مهرجان لوي كاراثونج يقام هذا المهرجان ليلة اكتمال القمر في شهر نوفمبر من كل عام ويقوم السكان بصنع قصب دائري ويزخرف ويوضع في وسطه أزهار اللوتس والشموع ويضعونه في البحر اعتقادا منهم بأن هذا سيجلب الحظ السعيد.. وفي المكسيك يحتفلون بالموتي في مهرجان شهير يعرف" بيوم الموتي" يقام في الفترة ما بين 1 إلي 2 نوفمبر ويخرج سكان المكسيك لزيارة المقابر وتذكر أسلافهم الذين رحلوا عن الدنيا ويعد يوم البهجة مناسبة تبعث علي البهجة لأهل المكسيك بل يقومون بإعداد أشهي المأكولات والوجبات ويضعونها فوق المقابر. ويحتشد كل عام في مكسيكو سيتي أكثر من مليوني شخص في يوم الموتي ولا يتم الاحتفال بهذا المهرجان في المقابر وحدها حيث أقيمت مواقع بهيجة تكريما للموتي في مناطق مختلفة من المكسيك وتزين بمخبوزات وشموع وبجماجم وهياكل عظمية مصنوعة من الورق المقوي.
