رجالاً ونساء يرتدون أو يحملون على أجسادهم اكسسوارات غريبة وجميلة تعكس ثقافة وتاريخ بلادهم وحضاراتهم على الرغم من أنها قد تكون ضارة على صحتهم لأنها تسبب الاختناق.. تلك الاكسسوارات أحيانا تكون خناجر مرصعة وأغمادا وأحزمة من أفخر الجلود وقلائد مزركشة مصنوعة من العقيق واللؤلؤ ومن الخرز واللازورد والزمرد والفيروز والشذر وأيضاً تكون مصنوعة من قطع ونقود معدنية قديمة أو مادة صلبة ذات طابع جمالى خاص غالية الثمن. وقد تتمثل تلك الأشياء الفلكلورية أيضاً فى أساور من العاج أو المعادن الثمينة كالفضة والذهب وأيضاً أقراط أذن وحلق وخواتم وحلقات أصابع وخلاخل لكن الأمر لا يقتصر على الحلى والمجوهرات فى حد ذاتها. إنما يشمل أيضاً التمائم والتعاويذ والطلاسم والأدعية والأحجبة وحتى الوشوم والملابس المزركشة نفسها والأزياء الشعبية وجميعها تشير إلى ثقافة وحضارة بلاد من يرتدونها. ويجرى الباحثون دراسات عميقة عنها كيف تكون ضارة بالصحة تسبب الاختناق وتستمر حتى الآن. ولكل نوع من هذه الاكسسوارات معنى معين ولكل مناسبة اكسسوار معين فهناك اكسسوارات لمراسم الجنازات ودفن الموتى ومراسم الأفراح والمهرجانات الشعبية وأعياد الميلاد والأعياد الدينية أو المواسم المختلفة كموسم سقوط الأمطار أو موسم الحصاد.. فعلى سبيل المثال يرتدى رجال التبت ونساؤه حُليا من الفيروز والكهرمان والمرجان بألوان متعددة ويتفاخرون بها فى المهرجانات الصيفية التى تقام سنوياً فى الهضاب الشاهقة المرتفعة الشاسعة الممتدة على مد البصر وفى النيجر أثناء مهرجان جيروول يتنكر أفراد قبائل بورورو رجالاً ونساء مرتدين طلاسم كثيرة وقواقع بحرية مختلفة تزداد عدداً وندرة كلما كبر مقام حاملها فى القبيلة أما قوم ملوك أشانتى فى غانا ونساؤهم وسحرتهم وأعيان القبائل والعشائر فيبدعون فى عرض مجوهرات من ذهب متلألئ هى أيضاً تزداد عدداً ووزناً كلما علا منصب حاملها حسب سلالته وموقعه فى الهرم الاجتماعى وقد تؤدى هذه الحلى بسبب ثقل وزنها إلى حدوث شرخ بالعظم. وحمل تلك الاكسسوارات الغريبة فى بعض البلدان لا يقتصر على المناسبات والأفراح والمهرجان والأحداث المهمة الدورية إنما يشمل حتى الحياة اليومية ،فمثلاً فى منطقة أعالى نهر «زنسكار» شمال الهند تضع الفلاحات أثناء عملهن فى الحقول أطواقاً تسمى «بيكار» وفى الهند أيضاً يُلاحظ عند رُعاة قوم دابار فى إقليم غجارات أنهم دائماً يتزينون بأحلى ما يملكون من مجوهرات فى الأوقات كلها حتى أثناء رعى الأغنام والماعز. وفى ناميبيا جنوب غربى القارة الأفريقية تغطى نساء قبائل همبا البدائية أرجلهن بقلائد كبيرة مؤلفة من حديد وقواقع بحرية من دون أى ملبس آخر بينما يسترن أطرافهن السفلية بجلود الماعز وتلك القلائد الغريبة لا يخلعنها إطلاقاً طوال العمر.