بقلم - سامى سيفازى و رون مورو سعادة غامرة تخللت صفوف حركة طالبان عندما ترددت شائعات تفيد بظهور الملا أحمد عمر في فيديو جديد بخاصة أنهم لم يسمعوا عنه شيئا منذ عام 2001، عندما فر هاربا بدراجة نارية من قنابل الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء تعقبها لهم. ولكن سرعان ما تبخرت السعادة، حيث إن كثرة التفكير في شخص تجعلك تراه وتسمعه كأنك شاهدت له فيديو أو سمعت له تسجيلاً صوتيا، وهذا ما حدث عندما ترددت شائعة ظهور الملا أحمد عمر، ومن هنا ينبغي أن نجد إجابات للأسئلة الآتية: هل مازال الملا أحمد عمر علي قيد الحياة؟ وهل هو المسئول؟ وإن لم يكن هو.. فمن؟ إجابات هذه الأسئلة يتوقف عليها مستقبل حركة التمرد في أفغانستان، فإما أن تستمر أو تسقط، ويتفق الجميع علي أن الولاء للملا أحمد عمر هو ما يجعل طالبان متماسكة، يقول أحد كبار ضباط المخابرات في طالبان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية. «نحن نقاتل جميعا من أجله، فثقتنا في قيادة الملا وحي إلهي وانهيار هذا الوحي سيخلق حالة من التناحر والانقسامات بين الفصائل المختلفة». وفي الواقع هذه الانقسامات هي أكثر وضوحا الآن وتزداد مع كل شائعة كاذبة تفيد بموت أو حياة الملا عمر وقد عرفت النيوزويك من خلال مقابلتها لعشرة أفراد من قادة طالبان أن قضية الملا عمر أصبحت موضوع عاجلاً بين قادة طالبان، فمعظم المقاتلين مقتنعون بأن عمر ما زال علي قيد الحياة ويوجههم بصورة غير مباشرة، قد يكون القادة راغبين في إبقاء أسطورة علي قيد الحياة. ويقول الصحفي الباكستاني رحيم الله يوسف: «بعيدا عن كونه محترفاً في قراءة الآيات القرآنية، لا يوجد شيء في الملا عمر مثير للإعجاب حقا» ويضيف رحيم الله الذي أجري 10 مقابلات مع الملا عمر قبل اختفائه: «زعيم حركة طالبان لا يمتلك الكاريزما الجذابة ولا رؤية فكرية واضحة فكل شيء عنده إما أبيض أو أسود، ونادرا ما كان يظهر في المناسبات العامة». ويعتقد بعض الأشخاص في حركة طالبان أن غياب الملا عمر قد يكون خيرًا فقال أحدهم: «لا نعرف أين أميرنا، ولكن هو معنا حتي ولو كنا لا نري أو نسمع شيئا عنه». وينتظر مساعدو الملا عمر أن يصبحوا قادة المستقبل وخلفا له في القيادة، ولكن هذه الرغبة لم تظهر علنا بين صفوف حركة طالبان ولكنها تمن، وينهار الانضباط بين المتمردين، وعلي الرغم من تعليمات الملا سابقا بتجنب استهداف مدنيين أثناء شن أي هجوم، سقط هذا العام أكثر من 1000 مدني بسبب طالبان، ولهذا يري بعض القادة في طالبان أن أي رسالة صوتية أو تسجيل فيديو من الملا عمر سيحدث تغييرًا كبيرًا في صفوف الحركة التي بدأت تنهار تماما بعد اختفائه. نقلا عن النيوزويك ترجمة- داليا طه