70 عاماً يعيش فيها أهالي جزيرة نكلا بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة علي «لمبة جاز» في انتظار وصول الكهرباء لمنازلهم بالرغم من حصولهم علي الموافقات اللازمة للتوصيل منذ 12 عاماً إلا أن المسئولين رفضوا إتمام عملية التوصيل بحجة أن أراضيهم مقامة علي أملاك النيل ويلزم موافقة وزارة الري علي ذلك. تتكون القرية من ثلاث تجمعات وهي نجع العرب وعبدالنبي حميدة وهما مقامان علي أملاك النيل وتجمع عبدالهادي ومقام علي أملاك الأهالي وحصلوا علي الموافقات المدنية لتوصيل الكهرباء إلي منازلهم ولكن ذلك لم يحدث. لم يكن طريقنا في الوصول إلي القرية سهلاً بل صادفتنا مشاكل كثيرة من السير علي طريق غير ممهد وصولاً إلي القرية وعلي مشارفها لاحت لنا منازلها المكون أغلبها من الطوب اللبن ومسقوفة ب«البوص» تظهر علي جدرانها قسوة الزمان.. سيدات القرية يجلسن أمام «عتبات» منازلهن في انتظار «الحلم» وأطفالهن يلهون في طرقاتها الضيقة أمام أعينهن فور توقف السيارة ونزولنا منها تجمع حولنا الأطفال والصبية وتوجهت أنظار أهلها إلينا في سعادة تصحبها الدهشة لأنهم رأوا وجوهاً غريبة عليهم لم يعتادوا علي رؤيتها من قبل، ولاعتقادهم أننا موظفون بشركة الكهرباء جئنا لتبديد الظلام الذي ملأ أعينهم إلي نور ولكنهم أصيبوا «بخيبة أمل» فور علمهم أننا صحفيون جئنا لعرض مشكلتهم ولكن سرعان ما تحولت إلي ترحيب وود. استقبلتنا السيدة صبحية السيد محمد في منزلها المتواضع وقالت في نبرة يتخللها الحزن «نحن مظلومون في هذا المكان.. لا يشعر بنا أحد نعيش منذ أكثر من 70 عاماً في ثلاثة تجمعات هي العرب وعبدالعزيز حميدة وعبدالهادي». كما أن أولادي الذين يذهبون إلي المدرسة يواجهون الكثير من المتاعب لعدم قدرتهم علي مذاكرة دروسهم علي «لمبة الجاز» وأضافت «أنا لا أملك أموالاً لشراء منزل آخر به كهرباء». وطرقنا باب منزل السيدة يسرية فرحات فلم نجد به سوي «لمبة جاز» معلقة علي أحد جدرانه وحصيرة صغيرة جلست عليها وبدأت تروي لي معاناة أبنائها في عدم قدرتهم علي العيش بالمنطقة، وقالت: «حاولنا كثيراً مخاطبة المسئولين لحل مشاكلنا ولكنهم طلبوا منا موافقة وزارة الري وهي الجهة المالكة للأرض المقام عليها منازلنا لكي تصلنا الكهرباء ولكن فشلنا في ذلك وظل الأمر معلقاً». وأكد أحمد النحال رئيس مدينة شبراخيت أنه في شهر أكتوبر الماضي تمكنا من الحصول علي موافقة الإدارة العامة لري غرب البحيرة علي إنارة تجمع نجوع العرب وعبدالنبي حميدة وتم إرسال الموافقة للهيئة التي أفادت بأنه يلزم ألا تتضمن الموافقة عبارة «علما بأن المذكورين محرر لهم محاضر مخالفات وقرارات إزالة». وأوضح أنه بالنسبة لتجمع عبدالهادي فإنه تم ترشيحه للإنارة والموافقة المبدئية عليه وأرسلت أوراقه للهيئة بالقاهرة وجاء ردها أن تفريعة الجهد المتوسط لتوصيل الكهرباء للتجمع هي 1900 متر وأن أقصي تفريعة ل6 منازل هي 1 كم بما يعني رفض الإنارة في ظل المعايير الحالية.