بعد غياب لأكثر من سبع سنوات عن مصر، عاد الشاعر عماد فؤاد للاحتفال بإصدار ديوانه الأخير، بين عدد كبير من الشعراء والكتاب والصحفيين، الذين حرصوا علي حضور حفل التوقيع الذي نظمته دار ميريت لديوان "عشر طرق للتنكيل بجثة"، الصادر عن دار الآداب، حضره كل من الدكتور محمد الرخاوي، والشاعر محمد خير، والشاعر عزمي عبد الوهاب، وسيد محمود، وهاني درويش، فضلا عن العديد من المهتمين بشعر عماد. قال هاني درويش: أنا متحمس لتجربة عماد من البداية، فهناك نظام ما لتطور تجربته، إنه يراكم الخبرات بشكل أو بآخر، وأثناء قراءتي للديوان كان عندي خوف من أن يقع في الرومانتيكية الرثة بشكل أو بآخر، فعندنا مشكلة تاريخية من هذا المنهج. وأكمل: الديوان لا يضم خطين فقط، وإنما أراها أصواتاً وصلت لأربعة، الصوت الأساسي فيه لفقد المحبة الأم، ومنها تمتد آلام الفقد لعلاقات إنسانية أخري، وفي هذا الديوان أعاد عماد صياغة العلاقة بين القصائد بعضها ببعض، عبر عقل ناظم، يري تجربة الكتابة حول فقد الأم وما حولها من نصوص في تماس مع الحياة اليومية، مع ضرورة نراها طوال الوقت. وأضاف: أثناء تأمله للمحبة يخرج من المعني الضيق للأم إلي المعني الواسع، مقدما تجليات مثيولوجية قديمة، حيث العلاقة مركبة بين الأجيال، لذا لعب عماد علي علاقة مثيولوجية قديمة عن ذكر أمه، فجعله يهينها تارة، ويحولها لامرأة عادية تارة، وينتقل بمن كان يعاملها بتقديس، إلي النقيض، ولكنه يترك بين هذا وذاك مسافة سحرية تمكنه من التعامل مع الفكرة بحرية. الشاعر سيد حمود قال: أكثر فكرة لفتت نظري في الكتاب هي علاقة الإنسان بالذاكرة، وإمكانية تأسيس نص معماري متعلق بالذاكرة، واللامكان في النص، وفي هذا الديوان استعاد الشاعر عنفه، الذي تميز به ديوانه الأول، ولكن مع تحول واضح في مفهومه للرومانسية، نجد الموقع مركزياً للأم في نصه، ونجده يتعامل مع مسألة التفاصيل اليومية بإهمال، فتغيب من ديوانه المحسوب علي أنه نص شعري ينتمي لجيل التسعينيات، لا يوجد حنين ولكن هناك مساءلة حادة للذاكرة، شعرنا معها بحس سادي واضح ففي الكتابة عنف في استجلاب الماضي الذي عاني فيه الشاعر أكثر من اللازم، فتعامل بقسوة مع تفاصيل ذاكرته، وقد حرص عماد علي التدرج في النصوص، فجاءت الأولي خفيفة في تناول العالم بينما التالية تتواصل في ذروتها كلما تقدمنا في الكتاب، وصولا إلي الموت. أما الشاعر عزمي عبد الوهاب فقال: في كل نص حرص عماد علي كتابة تاريخ يبدأ وتاريخ ينتهي، وقراءة هذا التاريخ توحي ببداية التجربة وانتهائها، وهو ما يعني شيئا من اثنين: إما أنه سينتهي عن الكتابة، وإما أن هناك تجربة جديدة مختلفة يشرع في العمل عليها. وأكمل: عماد مقيم في الخارج، يزور مصر من وقت لآخر، واغترابه ليس مكانيا بقدر ما هو روحي وذاتي، فلو كان موجودا في مصر لكتب ذات الأشياء، وإن كان يكفي الشاعر قصيدة واحدة جميلة في ديوانه، فقد قدم لنا عماد في هذا النص مجموعة من القصائد الجميلة. الدكتور عبد الحكيم سليمان، قال: هناك هندسة ما، وبناء ما يجمع الديوان، الذي قام فيه عماد بمغامرة قدم لنا من خلالها نصوصا جميلة، وقد سار عماد في ديوانه علي خطين الأول مميز جدا، والثاني تقليدي. من جانبه علق الدكتور محمد الرخاوي علي الديوان قائلا: وصلتني جرعة من جدية تخدش الشعر، وعقلانية، لست ضدها، أعجبني بشدة كم التجريب غير المتمادي، أو المبتذل الذي مارسه عماد في هذا الديوان.