أكدت رسالة ماجستير للباحثة رشا الغرباوي تمت مناقشتها مؤخرا بكلية الدراسات الإنسانية أن استخدام طالبات الأزهر للإنترنت جاء بشكل ترفيهي ، وأن هذا الاستخدام ادي بهن إلي حالة من الاكتئاب، حيث أوضحت الرسالة التي تتناول محاولة تطبيق برنامج معرفي إرشادي سلوكي لعلاج إدمان الإنترنت والآثار الجانبية المترتبة عليه، أنه لوحظ من الدراسة التي أجريت علي الطالبات المدمنات أنهن يعانين من الاكتئاب والقلق والوحدة النفسية والعصبية في التعامل مع الواقع. وأشارت الباحثة إلي أنها أجرت الدراسة علي عينة قوامها 30 طالبة كن يستخدمن الإنترنت أكثر من ثلاث سنوات أي قبل التحاقهن بالجامعة ولمدة لاتقل عن 15 ساعة متصلة يوميا وتبين أنهن يقضينها في سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام ولعب «الجيمز» ، وأنها قامت بوضع برنامج تجريبي للطالبا حيث تبين وجود تحسن ملوحظ في سلوكيات المجموعة التجريبية وانصرافهن إلي وسائل تعليمية وبرامج مفيدة، ووجدت فروقاً قبل وبعد تطبيق البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في مستوي إدمان النت لدي طالبات المجموعة التجريبية في الوضع الأفضل . وطالبت الدراسة، التي حصلت الباحثة فيها علي تقدير امتياز، بضرورة إنشاء مراكز رعاية نفسية لتوجيه مدمني الإنترنت ،ومساعدتهم علي تقليل ساعات الجلوس أمام الإنترنت . كما أوصت بأنه يجب علي الأبوين أن يقدما القدوة الحسنة بعدم جلوسهم علي النت بغرض الترفيه أو الدخول علي مواقع الدردشة ،وأن يعلموا أبناءهم احترام الوقت عملا بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (والله لن تزول قدم عبد حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه)، كما يجب مشاركة الأبوين الأبناء في الوقت المخصص للنت وتوجيههم إلي المواقع العلمية والاجتماعية وإبعادهم عن المواقع الإباحية ،واتباع نظام الثواب والعقاب عند مخالفة التعليمات. وطالبت الرسالة المسئولين عن التعليم إرشاد الشباب إلي المواقع العلمية المفيدة التي تنمي قدرات الشباب العلمية والعقلية مع تدريس المخاطر النفسية والاجتماعية للمواقع الإباحية وأن هذه السلوكيات لاتتماشي مع قيمنا وتراثنا الفكري وعمل مسابقات علمية علي النت بديلة عن الجيم ويجب أن يعاد النظر في برامج القنوات المحلية حتي تفي باحتياجات الشباب الترفيهية بما يتماشي مع عادات مجتمعنا وهناك دور رئيسي لدور العبادة بتعميق فهم الآباء لتعاليم دينهم حتي يستطيعوا أن يغيروا مفاهيم أبنائهم بالحسني والإقناع ،وأن يقدموا للشباب أمثلة حية ونماذج من التراث الإسلامي وترغيبهم في تقليد هذه الشخصيات ومحاكاة النماذج الطيبة والحسنة ،وكذلك يجب علي المؤسسات المسئولة عن التعليم ما قبل الجامعي عقد ندوات تثقيفية في أيام العطلات الدراسية لتوضيح الآثار الإيجابية والسلبية الناتجة عن الجلوس المفرط أمام الإنترنت.