يوم بعد الآخر يثبت اللاعب المصري أنه أسوأ سفير للكرة المصرية في الملاعب الأوروبية وأنه يفتقد ثقافة الاحتراف كشخص قادر علي الوفاء بالتزامه تجاه الآخرين .. ففي الوقت الذي نسعي فيه لتوسيع قاعدة المحترفين المصريين في الخارج نجد أن لاعبينا يهدمون ذلك بتصرفاتهم الغريبة وأفعالهم غير المبررة لدرجة أنهم دفعوا مسئولي ومدربي الفرق الأوروبية لوصف لاعبينا باللصوص والمشاغبين ليجلبوا العار للكرة المصرية من أوسع الأبواب . العديد من اللاعبين المصريين أصيبوا بالصدمة عندما قرروا خوض تجربة الاحتراف في أوروبا، حيث فوجئوا بنظام تدريبي صارم وحياة احترافية مثإلية علي عكس الموجود في مصر حيث أن اللاعب سيد قراره يستطيع السهر والانشغال بأشياء أخري غير الكرة فمنهم من يلجأ إلي عالم البيزنس والتجارة بجانب ممارسة كرة القدم .. أضف إلي ذلك الاستهتار واللامبالاة وحالة تدليل النجوم التي يعيشها اللاعبون المصريون في بلدهم الذي يتفنن بعض مسئولي أنديته في تقديم فروض الولاء والطاعة لنجوم الكرة وهو ما يفقدهم معايير الاحتراف الحقيقي لكرة القدم . لعل الواقعة التي كان بطلها لاعب الأهلي عماد متعب خير دليل علي صحة كلامنا عندما قرر اللاعب فسخ تعاقده مع نادي ستاندرليج البلجيكي عقب أيام قليلة من اتمام تعاقده الرسمي مع الفريق . وأرجع متعب سبب عودته إلي مصر بأنه لم يستطع التأقلم في بلجيكا مع الأجواء الجديدة بالإضافة لمعاودة إصابة الظهر له من جديد ليؤكد أن اللاعب المصري كسول .. لايطيق الغربة .. فقير بدنيا ومثير للمشاكل بشكل يفوق الوصف . ولم تمر واقعة متعب مرور الكرام حيث قام النادي البلجيكي بنشر بيان عبر موقعه الرسمي يتهم فيه اللاعب بالهروب و يصفه باللص .. وقال الموقع في بيانه إن متعب الذي انضم للنادي البلجيكي كنجم هرب منه كلص؟!. ويبدو أن مسئولي ستاندرليج قد درسوا تاريخ متعب جيداً حيث عادوا للماضي وقالوا إن محاولة متعب الهروب ليست الأولي من نوعها ويمكن أن يستفسر المهتم بالقصة من إدارة بريستول سيتي الإنجليزي وسيعرف مدي عدم الانضباط الذي يتعامل به متعب مع تعاقداته مع الفرق . وفتح الموقع النار علي متعب واصفاً إياه بأنه استغل ستاندرليج من أجل أن يرفع قيمة تعاقده مع الأهلي ووصف اللاعب بأنه سيكون الخاسر الوحيد في حالة هروبه . ولم تكن واقعة متعب الأولي حيث أن القائمة السوداء تعج بالعديد من اللاعبين من هذه النوعية فالجميع يتذكر التقرير المهين الذي نشرته " شبكة يورو سبورت " البريطانية عندما عرضت علي الأندية المصرية الحصول علي اللاعبين المشاغبين الإنجليز كتعويض عن تصديرها للمصريين المشاغبين إلي إنجلترا . مغامرات البلدوزر عمرو زكي أنهي مشواره الاحترافي القصير الذي لم يدم سوي موسم واحد فقط مع ويجان الانجليزي.. قام فيه بإثارة العديد من المشاكل مع مدربه السابق ستيف بروس، وخلافات مع زميله في الفريق ميدو، وهو ما كان له تأثير سلبي كبير علي سمعة زكي في الملاعب الانجليزية. فقد سمح زكي لمدربه السابق ستيف بروس بشن حملة للتشهير به بسبب غيابه عن التدريبات وعدم انتظامه لدرجة أن الرجل بعد وصول العلاقة بينه والمهاجم المصري إلي طريق مسدود تعمد تشويه صورته للثأر منه والتقليل من قيمته المادية في حال تلقيه أي صفقة حيث قال بروس وقتها "زكي أسوأ محترف تعاملت معه طوال مسيرتي التدريبية.. سئمت من الدفاع عن زكي واختلاق الأعذار له" مسيرة فاشلة محمد شوقي العائد إلي صفوف الأهلي بعد رحلة فاشلة مع فريق ميدلسبره الانجليزي الهابط إلي الدرجة الثانية حيث لم يقدم شيئاً يذكر مع البورو بل إنه نال النصيب الأكبر من الانتقادات لدرجة أنه صنف ضمن أسوأ الصفقات في تاريخ النادي الانجليزي . وقبل كل هذه الحالات لاتزال واقعة حسام غإلي وإلقائه قميص توتنهام علي وجه مدربه مارتن يول عالقة في الأذهان حيث غادر بعدها الدوري الانجليزي لينضم إلي النصر السعودي بعدما كان مستواه يؤهله للعب بصورة أساسية في أي من أندية الوسط في دوريات أوروبا الكبري ..ليرجع بعد ذلك إلي أحضان الدوري المصري عن طريق الأهلي . اللاعب المعجزة ويأتي اللاعب " المعجزة " جمال حمزة ليتوج مسيرة فشل المحترفين حيث حقق حمزة لقب أسوأ محترف علي مدار تاريخ الكرة المصرية حيث خاض حمزة تجربة احتراف قصيرة وفاشلة في ماينتز الألماني لم تدم سوي ثلاثة أشهر فقط. وشارك حمزة مع ماينتز في مباراة واحدة فقط وتحديدا لمدة 68 دقيقة كانت أمام لوبيك (درجة رابعة) في كأس ألمانيا وظهر بمستوي متواضع، وانتهي اللقاء بهزيمة ماينتز 1-2 وخروجه من الدور الأول لكأس ألمانيا. لم يشارك حمزة مع ماينتز في أي مباراة في الدوري الألماني طوال الدور الأول، بل إنه لم يدخل قائمة فريقه طوال 17 مباراة كاملة مما دفع مسئولي ماينتز لفسخ تعاقدهم مع حمزة في منتصف أكتوبر الماضي بسبب تواضع مستواه وضعف لياقته البدنية وعدم التزامه مع الفريق ليعود اللاعب إلي الدوري المصري مع فريق الجونة ثم ينتقل بعدها إلي الأهلي ويرحل عنه قبل أن يخوض أي لقاء مع القلعه الحمراء . القائمة السوداء لم تقتصر قائمة اللاعبين التي عادت إلي أحضان بلدهم بعد فشلهم في تجربة الاحتراف علي السابق ذكرهم حيث إن القائمة السوداء مليئة بتلك النوعية من اللاعبين.. في مقدمتهم عصام الحضري الذي عاد من سيون السويسري إلي الإسماعيلي ثم انتقاله مؤخرا إلي الزمالك ، شريف إكرامي من فينورد الهولندي إلي الجونة ثم الأهلي ، عمرو سماكه من كاظمة الكويتي إلي الترسانة ثم الجونة، وليد سليمان من أهلي جدة السعودي إلي بتروجيت ثم انبي، عمر ربيع ياسين من ترن أوت البلجيكي إلي الزمالك ثم إلي السكة الحديد، أمير عزمي من ديار بكر سبور التركي إلي حرس الحدود، أحمد أبو مسلم من أجاكسيو الفرنسي إلي الاسماعيلي ثم الانتاج الحربي ، وأخيرا و ليس آخرا عماد متعب الذي عاد بخفي حنين من بلجيكا إلي أحضان الأهلي مرة أخري . المنتخب يدفع الثمن وعلي مدي التاريخ لم تعرف مصر لاعبا محترفا بمثابة البطل كما هو الحال في العديد من البلدان الأفريقية مثل الكاميرون ومإلي وكوت ديفوار ونيجيريا والمغرب وتونس وحتي الجزائر.. كذلك يملك المنتخب المصري عدداً هزيلاً من المحترفين في أندية مجهولة الهوية في المقابل تملك منتخبات أخري مغمورة لا تضاهي امكانيات الفراعنة مجموعة كبيرة من المحترفين في أعرق الأندية الأوروبية . فحتي وقتنا هذا لايوجد لاعب محترف صاحب بصمة حقيقية علي أداء منتخب مصر علي مدي السنوات العشر الأخيرة وربما يكون ذلك علي مستوي عشرات السنين الأخيرة وعلي الرغم من نجاح منتخب مصر في الفوز 6 مرات ببطولة كأس الأمم الأفريقية وآخرها بطولة أنجولا 2010 إلا أن ذلك تحقق بفضل اللاعبين المحليين الذين يشكلون القوام الأساسي للمنتخب الوطني .