قديما قال الفيلسوف الفرنسي ديكارت "أنا أفكر، إذن أنا موجود" ولم يكن يعلم أن عبارته الشهيرة ستتحول إلي النقيض تماما علي يد جماعة الإخوان المحظورة قانونا، لتصبح " انت تفكر، إذا انت موقوف" وتتخذها قيادات الجماعة شعارا لها في التعامل مع عناصر التنظيم لتصبح سيفا مسلطا علي رقاب أصحاب أي صوت مخالف داخل الجماعة. الحالة القديمة الجديدة في جماعة الإخوان أثارها مؤخرا تجميد اثنين من عناصر الجماعة متباعدين من حيث المكان والسن وان كانا متقاربين من حيث الأفكار، احدهما هو الشاب الدمياطي اسامة درة صاحب كتاب "من داخل الإخوان أتكلم" والآخر هو القيادي السكندري هيثم ابو خليل مدير مركز ضحايا للتأهيل وحقوق الانسان.. الأول اوقفه مسئول الشعبة التي ينتمي اليها بسبب كتابه الذي اختلف فيه مع قليل من أفكار الجماعة واتهمه بالسعي لتحقيق شهرة شخصية علي حساب الإخوان، والثاني جمده حسين ابراهيم لمدة ثلاثة اشهر (قابلة للزيادة بالطبع) بتهمة الهجوم المستمر علي أوضاع الجماعة ورموزها من خلال المقالات التي ينشرها في الصحف وعبر مدونته علي الانترنت. يقول درة لا أعرف ولم أقرأ في لائحة الجماعة عن عقوبات تأديبية من هذا النوع ولا اعرف من اخترع هذا اللفظ ويتابع: من حقنا كلنا نسأل وأن نجد الاجابات، مشيرا إلي أن تدخل د. عبد المنعم ابو الفتوح المقصي من عضوية مكتب الإرشاد في الأزمة ودفاعه عنه حرك المسألة ودفع محمود حسين الأمين العام للتدخل ولكن بعد أن كان احمد البيلي مسئول المكتب الاداري بدمياط قد التقاه وحل مشكلته وألغي العقوبة الموقعة عليه، يتابع اتفقت مع البيلي علي التهدئة والامتناع عن الحديث للاعلام علي ان يبحث كيف يوظف قدراتي داخل التنظيم. فيما يقول هيثم ابو خليل إن ممارسات الاشخاص قد تسيء للفكرة الطيبة التي يتبنونها واصفا تصريحات القيادات الوسطي في الجماعة بشأنه بأنها "اجتهادات الصغار" ممن هم ملكيون اكثر من الملك، ويسعون للحفاظ علي الجماعة وتنظيمها ولو علي حساب الافراد مما يخلق جيلا من القوالب الصماء التي لا تعرف الاختلاف. ويؤكد القيادي السكندري تمسكه بحقه في الاعتراض علي ما يراه غير مناسب من اوضاع الجماعة وحق الشارع في معرفة ما يدور داخلها باعتبار شأنها شأنا عاما وانها ليست تنظيما مغلقا علي عناصره ولا يسعي للمشاركة في العملية السياسية، مشددا علي ان مطالبه بتعديل اللائحة الخاصة بالجماعة مشروعة فاللائحة تتحدث طوال الوقت عن واجبات ولا تمنح حقوقا كما انها لا تفصل بين التنفيذ والرقابة بداخلها. وانتقد ابو خليل تحريض قيادات الجماعة لعدد من عناصرها الشباب من اجل تشويه صورته ونسيان عشرين سنة كاملة قضاها في خدمة الجماعة، مضيفا: يعممون عليهم مجموعة من الحجج الواهية.