أغرب إجابة رد بها وزير الصحة د.حاتم الجبلي عن سؤال «روزاليوسف» بالأمس هي التي تعلقت بميزانية العلاج المجاني في المستشفيات والتي أدخرها مديرو المستشفيات إما "للحبايب" أو إعادتها كاملة لوزارة الصحة. وسر الغرابة هنا لا يتعلق بما كشفه وزير الصحة عن بعض مديري المستشفيات فهو د.حاتم الجبلي قد وعد بلجان تفتيش ستبدأ عملها هذا الشهر لمتابعة صرف الميزانية المخصصة للعلاج المجاني علي طالبي العلاج من غير القادرين في المستشفيات الحكومية. وإنما وجه الغرابة هنا.. هو أن وزير الصحة لم يتحدث عن إجراءات تم اتخاذها مع هؤلاء من مديري المستشفيات الحكومية الذين اختصوا "الحبايب" بالعلاج المجاني والذين امتنعوا ومنعوا مستشفياتهم من تقديم العلاج المجاني الذي قررته الدولة لغير القادرين وأعادوا الميزانية لوزارة الصحة والاثنين يستحقان أقصي العقاب الإداري. الأول لأنه حجب علاج الدولة المجاني عن البعض من غير القادرين الذين ليسوا "حبايب".. أي قرر أن يمنح مواطناً ويمنع عن مواطن.. وكأنها تركة ورثها من السيد الوالد.. وليست أموالا حكومية خصصتها الدولة ضمن إطار واجبها الاجتماعي تجاه غير القادرين. والثاني لأنه كان أكثر تجويداً من الاول.. بعد أن قرر حجب العلاج المجاني عن الجميع.. الحبايب والأغراب.. وفضل أن يمنع انفاق ما قررته الدولة من مخصصات مالية للعلاج المجاني للغلابة غير القادرين راضية مرضية.. ليوفر للحكومة أموالها غصب عنها.. في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة عن موارد تزيد من مخصصات العلاج المجاني وغيره من نظم أخري يستفيد منها غير القادرين. ورأي سيادته - مدير المستشفي الحكومي - أن الحكومة حكومة غير رشيدة تنفق فيما لا يستحق الإنفاق عليه خاصة العلاج المجاني.. فجاء راكبا علي ظهر حصان أبيض ليرد للحكومة رشدها.. ويعيد إليها أموالها بالقرش والمليم.. فتسعد وزارة الصحة ويطير وزير الصحة فرحا.. وربما يعطيه شهادة تقدير. مثل هؤلاء لا ينصلح حالهم بلجان تفتيش.. فالعطب قد أصاب العقل والإحساس بشكل لا يتم معه توقع ما يخرج عنهم من قرارات إدارية .. ومن ثم لا نستبعد أن يصحو واحد منهم ذات صباح فيغلق المستشفي الحكومي الذي يديره.. ليعيد مخصصاته المالية الي الوزارة.