لكل منا عشقه الخاص فهذا عاشق للفروسية والقنص وذلك عاشق للموسيقي للشعر والأدب وهناك من يهوي ذاته ويحيا فقط للذاته.. أما هو فروح يملؤها البشر عرف بخفة ظله وعشقه للفن والطعام.. ففي فنه أستاذ وإنسان حقيقي وفي مطبخه - وإن كان لا يجيد الطهي - ذواقاً يري في الطعام متعة لا يضاهيها شيء آخر.. فهو صاحب فكرة البوتاجاز أبو 6 عيون علشان يطبخ 6 أصناف في وقت واحد فتة باللحمة.. دقية بامية.. ملوخية.. كباب.. بصارة.. تطبيقاً لقوله تعالي « كلوا من طيبات ما رزقناكم». إنه ملك الفيديو.. المخرج الراحل نور الدمرداش الذي يحدثنا عنه نجله الإعلامي معتز الدمرداش فيقول.. ملك الفيديو ذلك الذي أطلقه حسين رياض علي والدي رحمه الله وذلك لأن معظم أعمال والدي الدرامية كانت تصور في ذلك الوقت تصويرًا سينمائيا بكاميرا الفيديو وهو ليس ملكا للفيديو فقط وإنما مكتشف المواهب لفنانين كبار. أما عن شغفه بالطعام فيقول معتز أن والده كان يعشق الأكلات الشعبية وإن كان لا يجيد الطبخ كما ظهر في فيلم «صغيرة علي الحب» إلا أنه كان ذواقاً للطعام فقد كان يعشق الديك الرومي والكباب من أحب الأكلات إلي قلبه فقد كان يتردد علي أحد محلات الكباب بحي الحسين يدعي الدهان و عندما كان يسافر كانت والدتي تعده خصيصا لأجله مع الملوخية وورق العنب والرقاق حتي يعود ليأكلها ومن عاداته البسيطة تردده هو علي الموالد بالمحافظات كما في طنطا ويحرص هناك علي تناول الفتة باللحم. كذلك اعتاد علي اصطحابه وأخيه شريف إلي سينما مترو لمشاهدة الأفلام الأمريكية فقد كان متأثرا بالأدب الإنجليزي ومدرسة هتشكوك وهي مدرسة التشويق والإثارة والتي ظهرت جلية في أعماله. أما عن الجانب الخفي الذي لايعرفه الكثيرون عن حبه للسيارات وقيادتها وعشق التجديد ومتابعة أحدث ماوصل إليه سوق السيارات وكان يغير سيارته عدة مرات وله صديق صاحب معرض سيارات بجوار مبني التليفزيون. ويضيف معتز أنه كان لنور الدمرداش طقوسه الخاصة في العمل حيث يضطره للسهر طوال الليل للقراءة سواء الأعمال الأدبية والسيناريوهات ويستمر في قراءاته حتي أذان الفجر إذ يحرص علي أداء الصلاة قبل خلوده للنوم في هذا التوقيت. وبسؤاله عن بعض الشائعات التي ترددت حول طبيعة علاقات نور الدمرداش النسائية ووصفه ب«الدونجوان» يجيب معتز أنه ليس لديه معلومات عن تلك الشائعات إذ ربما أطلقت منذ أربعين عاما قبل ولادته ولكن مايعلمه الوسط الفني جيداً أن والده عاش زوجاً محباً مخلصاً لوالدته الفنانة القديرة كريمة مختار وأنه نشأ في أسرة مستقرة هادئة يغلفها الحب وعلاقات والده بالجنس الآخر لا تتعدي الصداقة. ومن أكثر المواقف الإنسانية العالقة بذهن معتز الدمرداش عن والده يقول كان مع أقرب أصدقائه له الفنان سمير ولي الدين والد الفنان الراحل علاء ولي الدين حيث أعرب لنور الدمرداش عن مخاوفه إزاء ولده علاء إذ كان متعثراً في دراسته ويخشي عليه الفشل في تحقيق حلمه بالدخول في مجال التمثيل فقرر نور تبني علاء ولي الدين وظهوره علي الشاشة وجعله مساعدا له يصحبه في كل أعماله ليتيح له فرصة معرفة كل مايتعلق بهذا العالم.