يتجه التقارب الأخير بين «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وائتلاف «العراقية» بزعامة اياد علاوي نحو التباعد بعد وصولهما الي طريق مسدود نتيجة الخلاف علي الكتلة صاحبة الحق في تشكيل الحكومة، واصرار كل منهما علي نيل منصب رئاسة الوزراء وفقا لمصادر عراقية. وأكد مصدر من الائتلاف الوطني حصول اتفاق يقضي بأن يدعم التيار الصدري ولاية ثانية للمالكي مقابل امتيازات وصفت ب«المقبولة» في وقت رأي نواب عراقيون ان الأمر لن يحل مشكلة الحكومة المقبلة. ومن شأن أي اتفاق من هذا النوع ان يعقد العلاقة بين ركني الائتلاف الوطني أي مقتدي الصدر وعمار الحكيم. وكان مقربان من التيار الصدري والائتلاف الوطني قد أكدا في تصريحات خاصة نشرتها صحيفة «العالم» الصادرة في بغداد ان اجتماعا شهدته طهران قبل يومين استطاع «تليين» موقف رجل الدين مقتدي الصدر حيال المالكي وهو ما يمكن أن يغير خارطة المواقف الصعبة. وذكر مصدر آخر من الائتلاف الوطني أن وفد دولة القانون الموجود في طهران فشل في عقد لقاء مع مقتدي الصدر لكنه التقي لجنة تمثله برئاسة الشيخ مصطفي اليعقوبي احد زعماء التيار المقيمين في ايران. وتابع جري اتفاق مبدئي علي أن يدعم الصدريون ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة مقابل حصولهم علي الامانة العامة لمجلس الوزراء ووزارتين واحدة سيادية وأخري عادية، وقال المصدر: إن للأمر صلة «بمباحثات تجري بين علاوي والحكيم علي نحو اغضب طهران وكثف من ضغوطها علي الصدر لقطع الطريق علي أي سيناريو بين العراقية والمجلس الاعلي. لكن النائب الصدري بهاء الاعرجي أكد عدم صحة الاخبار التي تقول بأن الصدريين وافقوا علي المالكي خاصة أنهم كانوا من أشد المعارضين لترشيحه داخل التحالف الوطني. وأشار الي أن دولة القانون تحاول من خلال ترويجها هذه الاخبار ان تستعملها كورقة ضغط تستخدمها في حوارها مع الكتل السياسية. إلي ذلك لم يستغرب جمال البطيخ القيادي في القائمة العراقية حصول اتفاق بين المالكي والصدريين قائلا: إن السياسة لايوجد فيها شيء مستحيل كما لايوجد عدو دائم ولا صديق دائم. بدوره نفي عضو ائتلاف دولة القانون حاجم الحسني وجود تصدع داخل صفوف التحالف الوطني حاليا مؤكدا وجود صعوبات في المناقشات. وأعرب الحسني عن اعتقاده بصعوبة تحالف قائمة «العراقية» مع الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني مشيرا إلي وجود ضغوط داخلية من المرجعية الدينية وخارجية من القوي الاقليمية والدولية للاسراع بتشكيل الحكومة. من جهة أخري حذر نائب قائد الفرقة الامريكية العاملة في بغداد والانبار الجنرال رالف بيكر من استمرار التدخلات الاقليمية في الشأن الداخلي للعراق. وقال بيكر: لا نعتقد أن أي تدخل في شئون العراق الداخلية من قبل دول الجوار يساعد علي جعل الامور افضل، واستبعد بيكر أن يشكل التأخر في الاعلان عن الحكومة العراقية الجديدة اضرارا بالحياة اليومية في البلد، مؤكدا قدرة الحكومة الحالية ومن خلال المؤسسات التابعة لها علي إدارة شئون البلاد. وأكد مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشئون الشرق الأدني جيفري فيلتمان ان لا خوف من حدوث أي فراغ أمني في العراق بعد انسحاب قوات بلاده منه. وشدد فيلتمان علي أن واشنطن لا تسمي اسماء لرئاسة الحكومة وليس لديها فيتو علي أحد واشار الي أن ايران: فشلت في زج نفسها في عملية تشكيل الحكومة وتأخير تشكيلها هو بسبب الحسابات العراقية وليس التدخل الايراني.